في علم النسب وأيام العرب. وكان أسرع الناس جواباً، وأحضرهم مراجعة في القول، وأبلغهم في ذلك.
وكان الذين يتحاكم إليهم ويوقف عند قولهم في علم النسب أربعة: عقيل بن أبي طالب، ومخرمة بن نوفل الزهري، وأبا جهم بن حذيفة العدوي، وحويطب بن عبد العزي. وعقيل أكثرهم ذكراً لثالب قريش. فعادوه لذلك، وقالوا فيه بالباطل ونسبوه إلى الحمق، واختلفوا عليه أحاديث مزورة. وكان مما أعانهم عليه في ذلك مغاضبته لأخيع علي وخروجه إلى معاوية وإقامته معه. وقال معاوية يوماً بحضرته: هذا أبو يزيد! لولا علمه بأني خير له من أخيه أقام عندنا وتركه. فقال عقيل: أخي خير لي في ديني، وأنت خير لي في دنياي. وقد آثرت ديناي وأسأل الله خاتمة خير. ولما التحق عقيل بمعاوية بالغ في إكرامه إرغاماً لعلي. فلما قتل علي واستقل معاوية بالأمر، ثقل عليه أمر عقيل. فكان يسمعه ما يكره، لينصرف عنه. فبينما هو يوماً في مجلس حفل بأعيان الناس من الشاميين إذ قال معاوية: أتعرفون أبا لهب الذي أنزل الله في حقه: " تبت يدي أبي لهب ".
من هو؟ فقال أهل الشام: لا. فقال معاوية: هو عم هذا. وأشار إلى عقيل. فقال عقيل: أتعرفون أرملته التي قال الله في حقها " حمالى الحطب في جيدها حبل من مسد ". من هي؟ فقالوا: لا؟ فقال عقيل هي عمة هذا. وأشار إلى معاوية. وكانت عمته أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وهي زوجة أبي لهب عبد العزي. وتوفي رضي الله عنه في حدود الخمسين، وقد أضر بصره. وروى له النسائي وابن ماجه.
[العلاء بن الحسن]
بن وهب بن الموصلايا. أبو سعيد البغدادي. أحد الكتاب المعروفين الذين يضرب بهم المثل. كان نصرانياً. فلما رسم الخليفة في رابع عشر صفر سنة أربع وثمانين وأربعمائة بإلزام أهل الذمة بلبس الغيار والتزام ما شرطه عليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهربوا كل مهرب، واسلم أبو غالب الأصباغي وابن