ابن أخت محمد بن سلام الجمحي. كان من رواة الأخبار والأشعار والآداب والأنساب. توفي بالبصرة رحمه الله سنة خمس وثلاثمائة. وروى عن خاله كتبه. وروى عن غيره. ومن شعره:
سيبان والكبش حدثاني ... شيخان بالله عالمان
قالا إذا كنت فاطمياً ... فاصبر على نكبة الزمان
الكبش أبو داود الطيالسي، وشيبان هو ابن فروخ الايلي.
وكان قد ولي القضاء بالبصرة. وكان كثير استعمال السجع في كلامه. وكان في البصرة رجل يتحامق ويتشبه به يعرف بأبي الرطل لا يتكلم إلا بالسجع هزلاً، كله. فقدمت هذا الرجل امرأته إلى أبي خليفة، وادعت عليه الزوجية والصداق فاقر لها، بهما. فقال له أبو خليفة: إعطهما مهرها. فقال أبو الرطل: كيف. أعطيها مهرها، ولم تقلع مسحاتي نهرها. فقال له أبو خليفة: فأعطها نصف صداقها. فقال: لا. أو أرفع بساقها، واضعه في طاقها. فأمر به أبو خليفة فصفع. واشترى القاضي أبو خليفة جارية، فوجدها حسنة. فقال: يا جارية، هل من بصاق، أو بزاق، أو بساق؟ العرب تنقل السين صاداً أو زاياً. فتقول أبو الصقر وأبو الزقر، وأبو السقر. فقالت الجارية: الحمد لله الذي ما أماتني حتى رأيت حرى قد صارا بن الأعرابي يقرأ عليه غريب اللغة. وكان أبو خليفة يتشيع. وكان يقرأ عليه سراً ديوان عمران بن حطان، ويبكي في مواضيع منه. فقال المفجع المصري:
أبو خليفة مطوي على دخن ... للهاشميين في سر وإعلان
مازلت أعرف ما يخفي وأنكره ... حتى اصطفى شعر عمران بن حطان