للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أراقوا دمي وما دمى بمحلل ... إذا لم ترقه أعين وخدود

أأصبر عن ليل وليلى بذي الفضا ... وصحبي بحزوي إنني لجليد

هي الظبية الأدماء والبانة التي ... تميد مع الأغصان كيف تميد

منها

أناة كقرن الشمس أما ضياؤها ... فدان وأما نيلها فبعيد

وقفنا ومنا ممسك بفؤاده ... وآخر محلول العراء عميد

أليفان قد طارت بشمليها النوى ... شريد وثاو بالعراق وحيد

أقول وأمر البين قد جد جده ... وحالت هضاب بيننا ووهود

أما تتقين الله في متهالك ... على الحب حتى ما يقال وعيد

طوى كشحه طي السجل على الجوى ... وبات وشيطان الهموم مريد

إلى كم يدور الدهر بيني وبينكم ... وتبدي الليالي كيدها وتعيد

فقد جعل الواشي وأنت اتبعته ... من اليوم يسعى بيننا ويرود

يقول لقد أخلقت من جدة الصبى ... على رسله أن الغرام جديد

وقال

كليني لهمّ لا ينام ونامي ... فما الشام إن ضاقت عليّ بشام

وما بي سوى أمّ أروم وجيرة ... عزاز علينا يا عثيم كرام

وقد كنت قبل البين جلداً على الأسى ... تطالبني نفسي بكل مرام

لصوقاً بأكباد الحسان محبباً ... إلى الغيد يحلو لي لهن كلامي

يقودونني قود الجنيب إلى الهوى ... فما لي منبوذ إلى زمامي

وفي الركب مدلول اللحاظ على الحشا ... يدافع عن أترابه ويحامي

لقد كنت أما للمنايا بلحظة ... يكون المنايا في شفار حسام

يشايعه من آل كسرى ضراغم ... براثنهم عند اللقاء دوامي

يروحون والتيجان فوق رؤسهم ... الا رب تيجان زهين بهام

برزت لهم والحتف مني على شفا ... أرى الموت خلفي تارة وأمامي

أوارب عن صحب وأعلم أنني ... لأول مقتول لأول رام

فناضلته والركب بين مفوق ... وآخر مجروح الجوانح دامي

أصابت وكانت لا تصيب سهامه ... وطاشت وكانت لا تطيش سهامي

كذا الغيد يا عثماء أما هاجر ... وأما ختول لا يفي بذمام

وقال

قم هاتها وضمير الليل منشرح ... والبدر في لجة الظلماء يستبح

عجل بها وحجاب الليل منسدل ... من قبل يدري بنافي وكره الصبح

واستضحك الدهر قد طال العبوس به ... لا يضحك الدهر حتى يضحك القدح

فقام والسكر يعطو في مفاصله ... يكاد يقطر في أعطافه المرح

يطوف والليل بالجوزاء منتطق ... بها علينا رشا بالحسن متشح

في أسرة كنجوم الليل زاهرة ... لا يستخفهم في محفل فرح

ورقية من عذول طار طائره ... لا الجد يثنيه عن لومي ولا المزح

قاسمته قسمة ضيزى مواهبها ... لي الهنا وله من دوني الترح

وذي دلال كان الله صوره ... من جوهر الحسن لولا أنه شبح

أسوسه وهو غضبان وابسطه ... والسكر يخفض من صوتي فينشرح

بتنا على غرة الواشي وغرته ... اغتاظ منه بلا غيظ ونصطلح

جعلت عتبي إلى تقبيله سبباً ... والسكر يفتح باباً ليس ينفتح

حتى إذا صيرته الراح طوع يدي ... صدفت عن بعض ما يأتي به النسح

فما تبسم في وجه الصبا قدح ... حتى تنفس من جيب الدجى وضح

ودعته وجبين الصبح منذلق ... وللظلام لسان ليس يجترح

ولا يطيب الهوى يوماً لمغتبق ... حتى يكون له في اليوم مصطبح

وقال

<<  <   >  >>