للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقول لمرتادِ الندى عندَ مالكِ ... تعوذ بجدوى مالكٍ وصلاته

فتىً جعلَ المعروفَ من دون عرضه ... سريعاً إلى المُمتاح قبل عِداتهِ

ولو قَصَّرت أمواله عن سماحِهِ ... لقاسم من يرجوه شطرَ حياته

ولو لم يجد في قسمةِ العمر حيلةً ... وجاز له الأعطاءُ من حسناته

لجاد بها من غيرِ كفرٍ بربه ... وواساهمُ من صومِهِ وصلاته

وقال أيضاً يمدحه

قف بالطلولِ الدارساتِ عُلاثا ... أضحت حبالُ قطينهنَّ رثاثا

قسمَ الزمانُ ربوعها بين الصَّبا ... وقبولها ودبورها أثلاثا

فتأبدت من كلّ مخطفةِ الحشا ... غيداءَ تُكسى يارقاً ورعاثا

كالظبية الأدماء صافت فارتعت ... زهرَ العرارِ الغضِ والجثجاثا

حتى إذا ضربَ الخريفُ رواقه ... سافت بريرَ أراكةٍ وكباثا

سيافةُ اللحظات يغدو طرفها ... بالسحرِ في عقَدِ النهى نفاثاً

زالت بعينيكَ الحمولُ كأنها ... نخلٌ مواقر من نخيل جواثا

يومَ الثلاثا لا أزال لبينهم ... كدرَ الفوآدِ لكل يوم ثُلاثا

إن الهموم الطارقات موهناً ... منعت جفونك أن تذوق حثاثا

ورأيت ضيف الهم لا يرضى قرىً ... إلا مداخلة الفقار دلاثا

شجعاء جرتها الذميل تلوكه ... أصلاًإذا راح المطلي غراثا

أَجداً إذا وقفت المهارى أرقلت ... رقلاً كتحريق الغضاحثحاثا

طلبت فتى جُشيمَ بن بكر مالكا ... ضرغامها وهزبرها الدِلهَاثا

ملك إذا استسقيت مزنَ بنائه ... قتل الصدى وإذا استغيث أغاثا

قد جربته تغلبُ ابنة وائلٍ ... لا خاتراً غدراً ولا نكَّاثا

مثل السبيكة ليس عن أعراضها ... بالغيب لا ندُساً ولا بحاثا

طرح القذى عنه وشذَّب سيفهُ ... عن عصيها الخُرَّابَ والخباثا

ضاحي المحيَّا للهجير وللقنا ... تحت العجاج تخاله محراثا

هم مزقوا عنهم سبائب حلمِهِ ... وإذا أبو الاشبال أُحرِج عاثا

لولا القرابة جاسهم بوقائع ... تنسي الكُلابَ ومَلهماً وبُعاثا

بالخيل فوق متوتهنَّ فوارسٌ ... مثلُ الصقورِ إذا لقينَ بُغاثا

لكن قراكم صفحةُ من لم يزل ... وأبوه فيكم رحمةً وغياثا

عفَّ الإزار تنال جارةُ بيتهِ ... أرفادهُ وتُجنبُ الأرفاثا

عمرو بن كلثوم بن مالكٍ الذي ... تركَ العلى لبني أبيه تراثا

ردعوا الزمان وهم كهولٌ جلَّةٌ ... وَسَطوا على أحداثهِ أحداثا

ألقى عليه نجارهُ فأتى بهِ ... يقظان لا روعاً ولا ملتاثا

تركوا مواعده إذا وَعدُ امرىءٍ ... أمسى كأحلام الكرى أضعاثا

وترى تَسحَّبَنا عليه كأننا ... جئناه نطلبُ عنده ميراثا

كم مسهب بك لو عدتك قِلاصه ... تبغي سواكَ لأوعشت إيعاثا

يامالك ابن المالكين أرى الذي ... كنا نؤمل من إيابك راثا

لولا اعتمادك كنتُ في مندوحةٍ ... عن برقعيدَ وأرضِ باعِيناثا

والكامخيَّة لم تكن لي موطناَ ... ومقابر اللذاتِ من فبراثا

لم آتها من أيّض وجهٍ جئتها ... إلاّ حسبتُ بيوتها أجداثا

بلدُ الفلاحةِ لو أتاها جرولٌ ... أعني الحطيئة لاغتدى حرَّاثا

تصدا بها الأفهامُ بعد صقالها ... وتردُ ذكرات العقولِ إناثا

أرضٌ خلعتُ اللهوَ خلعي خاتمي ... فيها وطلَّقت السرورَ ثلاثا

[وقال يمدح خالد بن يزيد السيباني]

طلَ الجميع لقد عفوتَ حميدا ... وكفى على رُزئي بذاكَ شهيدا

دِمَنٌ كأنّ البين أصبح طالباً ... دِمَناً لدى آرامها وحقودا

قربتَ نازحة القلوب من الجوى ... وتركتَ شأوَ الدمع فيكَ بعيدا

خضلاً إذا العبراتُ لم تبرح لها ... وطناً سرى قلقَ المحلّ طريدا

أمواقف الفتيان تطوي لم تزر ... شوقاً ولم تندب لهنَّ صعيدا

أذكرتنا الملكَ المضللَ في الهوى ... والأعشيينِ وجرولاً ولبيدا

حلُّوا بها عقدَ النسيب ونمنموا ... من وشيها رجزاً بها وقصيدا

راحت غواني الحي عنكَ غوانياً ... يلبسنَ نأياً تارةَ وصدودا

<<  <   >  >>