للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا حركته هزة المجد غيَّرت ... عطاياه أسماء الأماني الكواذب

تكاد مغانيه تهشُّ عراصُها ... فتركب من شوق إلى كل راكب

إذا ما غدا أغدى كريمة ماله ... هدياً ولو زفت لألأم خاطب

يرى أقبح الأشياء أوبة آمل ... كسته يد المأمول حلة خائب

وأحسن من منور تفتحه الصبا ... بياض العطايا في سواد المطالب

إذا ألجمت يوماً لُجيمٌ وحولها ... بنو الحصن نجل المحصنات النجائب

فإن المنايا والصوارم والقنا ... أقاربهم في الروع دون الأقارب

جحافل لا يتركن ذا جبريةٍ ... سليماً ولا يحرُبن من لن يحارب

يمدون من أيدٍ عواص عواصم ... تصولُ بأسياف قواض قواضب

إذا الخيل جابت قسطل الحرب صدعوا ... صدور العوالي في صدور الكتائب

إذا افتخرت يوماً تميمٌ بقوسها ... وزادت على ما وطدت من مناقب

فأنتم بذي قار أمالت سيوفكم ... عروش الذين استرهنوا قوس حاجب

محاسن من مجد متى تقرنوا بها ... محاسن أقوام تكن كالمعايب

معالٍ تمادت في العلو كأنما ... تحاول ثأراً عند بعض الكواكب

وقد علم الافشين وهو الذي به ... يُصان رداء الملك عن كل جاذب

بأنك لما استخدل النصر واكتسى ... أهابيّ تسقى في وجوه التجارب

تجللته بالرأي حتى أريتهُ ... به ملء عينيه مكان العواقب

بأرشق إذ سالت عليهم غمامةٌ ... جرت بالعوالي والعتاق الشوازب

سللت لهم سيفين رأياً ومنصلاً ... وكلٌ كنجم في الدجنَّة ثاقب

وكنت متى تهزز لخطبٍ تغشِهِ ... ضرائب أمضى من رقاق المضارب

فذكرك في قلب الخليفة بعدها ... خليفتك المقفى بأعلى المراتب

فإن تنس يذكر أو يقل فيك حاسدٌ ... يغُل قوله أَو تنأ دارٌ صاقب

فأنت لديه حاضرٌ غيرُ حاضرٍ ... بذكرٍ وعنه غائب غير غائب

فلو كان يفنى الشعر أفناه ما قرت ... حياضك منه في العصور الذواهب

ولكنه صوبُ العقول إذا انجلت ... سحائب منه أعقبت بسحائب

اقول لأصحابي هو القاسم الذي ... به شرح الجود التباس المذاهب

وإني لأرجو عاجلاً أن تردني ... مواهبُهُ بجراً تُرجَّى مواهبي

[وقال يمدح عمر بن طوق التغلبي]

أحسن بأيام العقيق وأطيب ... والعيش في أظلالهنَّ المعجب

ومصيفهنَّ المستظلّ بظله ... سرب المها وربيعهنَّ الصيِّب

أُصُل كبرد العصب نيط إلى ضحى ... عبقٍ بريحان الرياض مطيب

وظلالهنَّ المشرقات بخرَّدٍ ... بيض كواعب غامضاتٍ الأكعب

وأغنَّ من دُعج الظباء مريبٍ ... بدلنَّ منه أغنَّ غير مربب

لله ليلتنا وكانت ليلة ... ذخرت لنا بين اللوى فالعُليب

مالت وقد أَعلقت كفّي كفَّها ... حلاً وما كل الحلال بطيب

فنعمتُ في شمس إذا حُجبت بدت ... من نورها فكأنها لم تحجب

وإذا دنت خلت الظباء ولدنها ... ربعيّة واسترُضعت في الربرب

إنسيَّةٌ إن حصلت أنسابها ... جنية الأبوين ما لم تنسب

قد قلت للزباء لمّا أصبحت ... في حدّ نابٍ للزمان ومخلب

لمدينة عجماء قد أمسى البلى ... فيها خطيباً باللسان المعرب

فكأنما سكن الفناء عراصها ... أوصال فيها الدهر صولة مغضب

لكن بنو طوقٍ وطوقٌ قبلهم ... شادوا المعالي بالثناء الأغلب

فستخرب الدنيا وأبنية العلى ... وقبابها جددٌ بهم لم تخرب

رفعت بأيام الطعان وأَغشيت ... رقراق الونٍ بالسماحة مذهب

يا طالباً مسعاتهم لتنالها ... هيهات منك غبار ذاك الموكب

أنت المعنَّى بالغواني تبتغي ... أقصى مودتها برأس أشيب

وطئ الخطوب وكفَّ من غلوانها ... عُمرُ بن طوقٍ نجم أهل المغرب

ملتف أعراق الوشيج إذا انتمى ... يوم الفخار ثريُّ تربِ المنصب

في معدنِ الشرف الذي من حليه ... سبكت مكارم تغلب ابنة تغلب

قد قلت في غسق الدجى لعصابةٍ ... طلبت أبا حفص: مناخ الأركب

الكوكب الجشميُّ نصب عيونكم ... فاستوضحوا بضياء ذاك الكزكب

<<  <   >  >>