للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بكر المعالي نفور قط ما نسبت ... إلا بببذل نوال أو بسفك دم

شرفت أيوب موسى مثل ما شرفت ... بالمصطفى نفس ابراهيم في اتلقدم

أعدت للدين والدنيا وساكنها ... عصر الشبيبة بعد الشيب والهرم

أنا الذي شملتني منك عاطفة ... فما أقول على ما فات واندمي

غرستني بيد ثراي بها ... فاقطف ثمار جنان الشكر من كلمي

واسعد بعيد رزقت الناس كلهم ... فيه ففزت باجر الناس كلهم

تم الاختيار من شعر ابن النبيه ويليه الاختيار من شعر مهيار الديلمي

[شعر]

مهيار الديلمي هو ابو الحسين مهيار بن مروزيه، الكاتب الفارسي الديلمي، الشاعر المشهور، كان مجوسياً فأسلم، وكان شاعراً، جزل القول، مقدماً على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير، وهو رقيق الحاشية، طويل النفس في قصائده وذكره صاحب (دمية القصر) وأثنى عليه، وذكره ابن بسام في كتاب (الذخيرة) في محاسن أهل الجزيرة، وبالغ في الثناء عليه، وذكر من شعره، ومن نظمه المشهور قصيدته التي أولها:

سقى دارها بالرقمتين وحياها ... ملث يحيل الترب في الدار أمواها

وكيف بوصل الحبل من أم مالك ... وبين بلادينا زرود ولبناها

يراها بعين الشوق قلبي على النوى ... فيحظى ولكن من لعيني برؤياها

فلله ما أصفى وأكدر حبها ... وأبعدها مني الغداة وأدناها

إذا استوحشت عيني انست بان أرى ... نظائر تصبيني إليها وأشباهاً

وأعتنق الغصن الرطيب لقدها ... وأرشف ثغر الكأس أحسبه فاها

ويوم الكثيب استشرفت لي ظبية ... مولهة قد ضل بالقاع خشفاها

وبذلة خوف حبة قلبها ... فتزداد حسنا مقلتاها وليتاها

فما ارتاب طرفي فيك يا أم مالك ... على صحة التشبيه انك اياها

فان لم تكوني خدها وجبينها ... فإنك أنت الجيد أو أنت عيناها

أو أمة في حب دارعزيزة ... يشق على رجم المطامع مرماها

دعوه ونجداً إنها شأن قلبه ... فلو أن نجدا بلغة ما تعداها

وهبكم منعتم أن يراها بعينه ... فهل تمنعون القلب أن يتمناها

وليل بذات الأثل قصر طوله ... سرى طيفها آها لذكرته آها

تخطت الي الهول مشياعلى الهوى ... وأخطاره لا يبعد الله ممشاها

وقد كان اسداف الدجى أن يضلها ... فما دلها إلا وميض ثناياها

وقال وكتب بها إلى الرئيس ابي الحسن الهماني في عيد النحر وهو ببغداد يهنئه:

استنجد الصبر فيكم وهو مغلوب ... وأسأل النوم عنكم وهو مسلوب

وأبتغي عندكم قلباً سمحت به ... وكيف يرجع شيء وهو موهوب

ما كنت أعرف ما مقدار وصلكم ... حتى هجرتم وبعض الهجر تأديب

أستودع الله في أبياتكم قمراً ... تراه بالشوق عيني وهو محجوب

أرضى واسخط أو اراضى تلونه ... وكل ما يفعل المحبوب محبوب

أما وواشيه مردود بلا ظفر ... وهل يجاب وبذل النفس مطلوب

لو كان ينصف ما قال انتظر صلة ... تأتي غداً وانتظار الشيء تعذيب

أو كان في الحب اسعاد ومنعطف ... منه كما فيه تعنيف وتأنيب

ياللواتي بغضن الشيب هو إلى ... خدد وهن من الألوان منسوب

تأبى لبياض وتأبى أن اسوده ... بصبغة وكلا اللونين غربيب

ما أنكرت أمس منه ناصلا يققاً ... ما تنكر اليوم منه وهو مخضوب

ليت الهوى صان قلبي عن مطامعه ... فلم يكن قط يستدينه مرغوب

اني لأسغب زهداً والثرى عمم ... نبتاً وأظما وغرب الغيث مسكوب

ولا أرق لحرص خاب صاحبه ... سعياً وأعلم أن الرزق مكتب

عقبى الطماعة في مال يمن به ... عصارة لا يغطي خبثها الطيب

طهر خلالك من خل تعاب به ... واسلم وحيداً فما في الناس مصحوب

اني بليت بمضطر رفيقهم ... والماء يملح وقتاً هو مشروب

كم يوعد الدهر آمالي ويخلفها ... أخاً أسر به والدهر عرقوب

اسعى لمثل سجايا في ابي حسن ... وهل يبلغني الجوزاء تقريب

فدى محمد المنسي نائله ... مراجع نيله المنزور محسوب

حال تحدثه الأحلام جاهلة ... لحاقه وأخو الأحلام مكذوب

<<  <   >  >>