للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن قدم الحظ قوماً غالطاً بهم ... أو بينتهم عنايات وتقريب

فالسيف يخبر قطعاً وهو مدخر ... والطرف يكرم طبعا وهو مجنوب

حذار من حدث النعماء مؤتنف ... علاؤه بشفيع الوجه مجلوب

تسوؤه سائلا من اين سؤدده ... أن اللئيم بما قد ساد مسبوب

أأنت أنت وفي الدنيا ابو حسن ... صدقت أن لفي الدنيا أعاجيب

إذا رأيت ذيول السرح آمنة ... لم يحمها فلأمر يحلم الذيب

يا ملبسي الشيمة الغراء ضافية ... علي أن قلصت عني الجلابيب

علقت منك بعهد لا مواثقه ... تنسى ولا حبله بالغدر مقضوب

وأحمدتك اختباراتي وقد سبرت ... غور الرجال وكدتها التجاريب

فلتجزينك عني كل غادية ... لها من الكلم الفياض شؤبوب

إذا وسمت حياها باسمك انحدرت ... له الزبى وأطاعته المصاعيب

فاسلم لهن ولي ما طاف مستلم ... سبعاً وعلق بالاستار مكروب

ترجى ةتخشى فسيح الباب ممتنعاً ... أن الكريم لمرج ومرهوب

وقال وقد أوجب عليه بعض الرؤساء حقاً، وهو ابو الحسن أحمد بن عبد الله الكاتب، وذلك بقصده اياه في علة نالته عاده فيها عدة دفعات من غير أن يكون سبق إليه بمعرفة، ولا جرى بينهما لقاء إلا بالذكر والصفة من الأستاذ ابي الحسن المختار ابن عبد الله الذهبي، وواصل تفقده تبرعاً وابتداء ما يوجب الشكر، ويعرفه مثله في ذلك الوقت، وكتب بها إليه يشكره، وأنفذها في رجب سنة ٤١٢ اثنا عشر واربع مئة. قال.

هوىً لي وأهواء النفوس ضروب ... تجانب قوسي أن تهب جنوب

يدل عليها الريف اين مكانه ... ويخبرها بالمزن كيف تصوب

ونمشي على أرض الحمى ثم نلتقي ... فيبلغني منها الغداة هبوب

أماني بعيد لو رآها لسرها ... مكان الحيا من مقلتيه غروب

ودمع إذا غالطت عنه تشاهدت قوارف في خدي له وندوب

على أن ذكراً لا تزال سهامه ... ترى مقتلا من مهجتي فتصوب

إذا قيل مي لم يرعني بحلمه ... حياء ولم يحبس بكاي رقيب

أعير المنادي باسمها السمع كله ... على علمه اني بذاك مريب

وكم لي في ليل الحمى من إصاخة ... إلى خبر الاحلام وهو كذوب

توقر منها ثم تسفه أضلعي ... ويجمد فيها الدمع وهو يذوب

وما حب مي غير برد طويته ... على الكره طي الرث وهو قشيب

رأت شعرات غير البين لونها ... فأمست بما تطريه أمس تعيب

أساءك أن قالوا اخ لك شائب ... فأسوأ منه أن يقال خضيب

ومن عجب عس غصني طرحت حبائلي ... الي فهلا ذاك وهو رطيب

تظنينه من كبرة فرط ما انحنى ... كأن ليس في هذا الزمان خطوب

فعدي من قبل اكتهالي تكهل ... وغدرك من قبل المشيب مشيب

وما كان وجه يوقد الهم تحته ... لتنكر فيه شيبة وشحوب

لو أن دمي حلت صبيغة لونه ... مبيضة ما قلت ذاك عجيب

الم تعلمي أن الليلي جحافل ... وان مدارات الزمان حروب

وان النفوس العارفات بلية ... وحمل اسجايا العاليات لغوب

يسيغ الفتى ايامه وهو جاهل ... ويغتص بالساعات وهو لبيب

وبعض مودات الرجال عقارب ... لها تحت ظلماء العقوق دبيب

تواصوا على حب النفاق ودينهم ... بأن يتنافى مشهد ومغيب

فما أكثر الإخوان بل ما أقلهم ... على نائبات الدهر حين تنوب

وقبل ابن عبد الله ما خلت انه ... يرى في بني الدنيا الولود نجيب

إلا أن باني المجد يخلص طينه ... وكل الذي فوق التراب مشوب

سقى الله نفساً مذ رعت قلة العلى ... فكل مراعيها أعم خصيب

وحيا على رغم الغزالة غرة ... إذا طلعت لم تدج حين تغيب

وحصن صدراً قلب أحمد تحته ... يضيق ذراع وهو رحيب

من القوم بامون والجو عابس ... وراضون واليوم الأصم غضوب

رأوا بابنهم ليث الشرى وهو سارب ... لحاجته وابحر وهو وهوب

فتى سودته نفسه قبل خطة ... وشابت علاه وهو بعد ربيب

وقدمه أن يعلق الناس عقبه ... سماح مع الريح العصوف ذهوب

إذا ظن أمراً فاليقين وراءه ... ويصدق ظني تارة ويحوب

<<  <   >  >>