للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الواهب الخيل عقبانا مسومة ... لو سومت قلبها في الجو عقبان

من كل ساع امام الريح يقدمها ... منه مهاة وان شاءت فسرحان

دجنة تصف الانوار غرتها ... ونبعة يدعي أعطافها البان

عصا جذيمة إلا ما أتيح لها ... من أمر موسي فجاءت وهي ثعبان

ومنها في وصف السيف:

هيم رواء لو أن الماء صافحها ... لزال أو زل عنها وهو ظمآن

يكاد يحلق مهراق الدماء بها ... فلا تقل هي أنصاب وأوثان

موتي فإن خلعت أثوابها علمت ... أن الدروع على الإبطال أكفان

نفسي فداؤك لا كفء ولا ثمناً ... ولو غدا المشتري منها وكيوان

والتبر قد وزنوه بالحديد فما ... ساوى ولكن مقادير وأوزان

تم الاختيار من شعر أبي جعفر الأعمى وأخباره، ويليه الاختيار من شعر أبي بكر بن تقي الأندلسي وأخباره.

[شعر]

يحيى بن تقي الأندلسي قال صاحب قلائد العقيان: هو رافع راية القريض، وصاحب آية التصريح فيه والتريض أقام شرائعه وأظهر روائعه، وصار عصيه طائعه، إذا نظم أزرى بنظم العقود، وأتى بأحسن من رقم البرود، ولكنه ضفا عليه حرمانه وما صافاه زمانه، فصار قعد صهوات، وقاطع فلوات، ومع توهم لا يظفره بأمان، وتقلب ذهن كواهي الجمان، وقد أثبت له من قوله ما يستحلى ويتزين به الزمان ويتحلى.

فمن ذلك قوله:

عندي حشاشة نفس في سيبل ردىً ... أن سمتها اليوم لم أمطل بها لغد

وكيف أقوى على السلوان عنك وقد ... ربيت حبك حتى شاب في خلدي

خذها وهات ولا تمزح فتفسدها ... الماء في النار أصل غير مطرد

ومن قوله:

وقالوا إلا تبكي وتلك مطيهم ... على الشهب يحملن الخرائد كالدمى

لئن بعدت مني الدموع تغامزوا ... وقالوا سلا أو لم يكن قبل مغرما

فهلا أقامر كالبكاء تنهدي ... إذا ما بكا القمري قالوا ترنما

إلى اله أشكوها نوى أجنبيةً ... لها من أبيها الدهر شيمة ظالم

إذا جاش صدر الأرض بي كنت منجداً ... وان لم يجش بي كنت بين التهائم

أكل بني الآداب مثلي ضائع ... فأجعل ظلمي أسوة في المظالم

ستبكي قوافي الشعر ملء جفونها ... على عربي ضاع بين الأعاجم

وله من قصيدة:

هو الشعر أجرى في ميادين سبقه ... وأفرج عن أبوابه كا مبهم

وسل اهله عني هل امتزت منهم ... بطبعي وهل غادرت من متردم

سلكت أساليب البديع فأصبحت ... بأقوالي الركبان في البيد ترتمي

وربتما غنى به كل ساجع ... يردده في شجوه والترنم

وضيعني قومي لاني لسانهم ... إذا أفحم الأقوام عند التكلم

وكالبني دهري لأني زنته ... واني فيه غرة فوق أدهم

قال منحيا على أهل المغرب وقد ذم عندهم مثواه وصفرت من نائلهم يداه:

أقمت فيكم على الإقتار والعدم ... لو كنت حراً أبي النفس لم أقم

وظلت أبغي لكم عذراً لعلكم ... تستيقظون وقد نمتم عن الكرم

فلا حديقتكم يجنى بها ثمر ... ولا سماؤكم تنهل بالديم

لا رزق عندكم لكن سأطلبه ... في الأرض إذا كانت الأرزاق بالقسم

أنا أمرؤ إن نبت بي أرض أندجلس ... جئت العراق فقامت لي على قدم

اينا الرجا والحجى من حازم يقظ ... يغزو أعاديه في الأشهر الحرم

أن كان سهما فلا تنمى رميته ... أو كان سيفاً فمسلول على البهم

ما العيش بالعلم إلا حيلة ضعفت ... وحرفة وكلت بالقعد البرم

لا يكسر الله متن الرمح أن به ... نيل العلى وأتاح الكسر للقلم

ولا أراق دما من باسل بطل ... ومات كل أديب عبطة بدم

أوغلت في المغرب الأقصى وأعجزني ... نيل الرغائب حتى أبت بالندم

وساقط نال من عرضي فقلت له ... إليك عني فليس السب من شيمي

أعرضت عنه ولو أني عرضت له ... سقيته حمة الأفعى من الكلم

وله من قصيدة:

ولي همم ستقذف بي بلاداً ... نأت أما العراق أو الشآما

وألحق بالأعاريب اعتلاء ... بهم واجيد مدحهم اهتماما

لكيما تحمل الركبان شعري ... بواديى الطلح أو وادي الخزامى

وكيما تعلم الفصحاء اني ... خطيب علم السجع الحماما

<<  <   >  >>