إذا انا لم أمدحه في كل مقول ... فلم شق لي الرحمن سمعي والفما
وإن أنا لم أنصفه في الحمد والثنا ... لما حق لي أن ألقى من العرب مكرما
وإن أنا لم أنظم بصادق وصفه ... الدراري لما نظمت عقداً منظماً
وقد شمت من آثاره الغر مابه ... على كل ذي أمر وذي سؤدد سما
أخا المجد عبد الله يا خير مرتجى ... وأفضل من يُثنى عليه وأكرما
تقبل عروس الفكر إنك كفؤها ... ولولاك لم تلمح لها الشمس مبسما
لعلياك بالإقبال بشرى نظمتها ... فزانت من الأيام جيداً ومعصماً
وما مهرها غير الرضى في قبولها ... فجد بالرضى عني وعنها تكرماً
ودم بالغاً أوج الفخار على المدى ... وعش بالهنا يا ابن العلي متنغما
وقال الشيخ سليمان بن سمحان النجدي قدس روحه، ونور ضريحه مهنئاً للشيخ قاسم بن محمد آل ثاني بانتصاره على من قصده من العساكر التركية، ويذكر ما من الله به عليه من العز والتأييد وقمع العدو الباغي العنيد، وكانت تلك العساكر في غاية القوة عدة وعددا، ولم يبق عند الشيخ قاسم رحمه الله إلا قليل من قوتهأهل الصدق والوفاء، وقد تفرق عنه كثير من الجند، وساءت الظنون فصبر هو وأولئك النفر القليل، فأعزهم الله على عدوهم، وفر الطغاة منهزمين لا يلوي منهم أحد على أحد، وقتل منهم الكثير، وأخذ سلاحهم وما معهم من المدافع وجميع آلة الحرب ورجعوا خاسئين ولله الحمد والمنة، وذلك في شهر رمضان سنة ١٣١٠ ألف وثلاثمئة وعشر
[قال رحمه الله]
هو الله معبود العباد فعامل ... فليس سوى المولى لراج وآمل
أليس الذي يرضى إذا ما سألته ... ويغضب من ترك السؤال لسائل
ولله آلاء علينا عديدة ... والطافه تترى بكل القضائل
فكم فتن جلى وكم فتن وقى ... وكم فادح من معضلات النوازل
أزاح حناديسا سجت بدجائة ... يعاليل كفر قد غشت بالعواضل
كعارض بؤس مكفهر عنانه ... له زجل بالموجفات القلائل
طما وطفا فالجو بالنقع اكلف ... وأرجاؤه مغبرة بالزلازل
وطاغية الأتراك من تركوا الهدى ... وهدوا من الإسلام شم المعاقل
وزلزلت الأحساء منهم مهابة ... وفر البوادي واعتلى كل واغل
ورحب أقوام بهم وتألبوا ... وحثوا على حرب الهدى كل جاهل
وساءت ظنون من أناس كثيرة ... وقد أزعجتهم موجات البلابل
وقد أظهروا للكفر والفسق والخنا ... وللحكم بالقانون أبطل باطل
وللمكر والمكروه والفحش جهرة ... وما الله عما يعملون بغافل
وجاؤوا من الفحشاء ما لا يعده ... ويحضيه إلا الله أحكم عادل
يزيل الرواسي مكرهم وخداعهم=يشيب النواصي إذا أتى بالهوائل
لذلك زلت بابن حمدان رجله ... إلى الأهوى وأسفل وسافل
فتعساً له من جاهل ذي غباوة ... وتباً له من زائغ ذي دغائل
لقد زاغ عن نهج الشريعة وارتضى ... ولاية أحباب الضلال الاراذل
وظن سفاهاً ظن سوء بربه ... وليس لعمري للمعالي بآهل
كما ظن غوغاء الكويت سفاهة ... سمواًوعزاً بالبغاة الأسافل
وأوباش حمقاء الحساء ذوو الغبا ... وأشياعهم من كل غاو وجاهل
أما علموا أن الإله لدينه ... يغار ويخزى كل باغ مخاتل
ويعلي ذوي الإسلام والدين والهدى ... وولكن أهل الريب من كل واغل
بغاث إذا أبصرن بازاً وإن خلا ... لها الجو صالت كالبوازي البواسل
وإن جن ديجور الضلالة أبصرت ... وجالت بليل حالك اللون حائل
وإن طلعت شمس من الدين والهدى ... تجحرن واستوحشن من كل صائل
لئن كان أعداء الشريعة قد طغوا ... وضاق بأهل الدين رحب المنازل
وقد أقبلوا والأرض ترجف منهم ... لقد أدبروا كالمعصرات الجوافل
يسوقهم ريح من الرعب عاصب ... وبرق صفاح المرهفات الصقائل
وزجل رعود المارتين وقد همت ... بوبل لأعداء الشريعة قاتل
وضرب يزيل الهام من مكناته ... وقد أسعرت نار الوغى بالجحافل
بأيدي رجال لا تطيش عقولهم ... ولا يعتريها خفة للزلازل
إذا عظم الهول استعدوا لدفعه ... بصبر وضرب المرهفات النواحل