نشأت طموحاً ثائراً متحفزاً ... أخا همة نحو النجوم تسيرها
تفلت من دنياك عن عبقرية ... بها أبصر الأعمى وتاه بصيرها
فخلدت عصراً أنت تاريخ قومه ... وكم باد أقوام وبادت عصورها
طويت من الأعوام ألفاً فتنطوي ... ألوف على الفصحى وانت أميرها
ولمحمد بن عمر بن عبد الوهاب العرضي الحلبي، المتوفي سنة ١٠٧١هـ يتوجع من إعراض بعض الرؤساء، وكان خصيصاً به، فوقعت بينهما وحشة فجفاه فقال يستعطفه
على أثلاث الواديين سلام ... وبعض تحايا الزائرين غرام
تذكرت أيامي بها وأحبتي ... إذا العيش غض والزمان غلام
وإلمامتي بالحي حيث تواجهت ... قصور بأكناف الحمى وخيام
ألام على هجرانهم وهم المنى ... وكيف يقيم الحر وهو يضام
هم شرعوا أن الجفاء محلل ... وهم حكموا أن الوفاء حرام
وأبلج أما وجهه حين يجتلى ... فشمس وأما كفيه فغمام
جرى طائري منه سنيحاً فعلني ... بدر أياد ما لهن فطام
وقد يسلب الرأي الفتى وهو حازم ... وينبو غرار السيف وهو حسام
وقد وجد الواشون سوقاً فنفقوا ... بضائع زور ما لهن دوام
يقرب دوني من شهدت وغيبوا ... ويوصل قلبي من سهرت وناموا
فأصبح شمل الأنس وهو مبدد ... لديه وحبل الوصل وهو رمام
وبعض كلام القائلين تزيد ... وبعض قبول السامعين أثام
تزوار حتى ما يرجى التفاته ... وأعرض حتى ما يرد السلام
فلا عطف إلا سخطة وتنكر ... ولا رد إلا ضجرة وسآم
فإن كان رأي زل أو قدر جرى ... لنازلة فيها على ملام
فولله ما قارفت فيك خيانة ... أعاب بها في محفل وأذام
ولاقر لي بعد التفرق مضجع ... ولا طاب لي بعد الرحيل مقام
حياء فإن الرفق خير مغبة ... ومعذرة إن الكرام كرام
أتبعد حتى ليس في العفو مطمع ... وتعرض حتى ما تكاد ترام
وتنسى حقوقي عند أول وهلة ... وأنت لأهل المكرمات إمام
هو الذنب بين السيف والعفو فاحتكم ... بما شئت لم يعلق بفضلك ذام
ولا تلبني بالبعد عنك فإنما ... حياتي إلا في ذراك حرام
إذا ما جزيت السوء بالسوء لم يكن ... لفضلك بين الأكرمين مقام
أعد نظراً في حالتي تلق باطناً ... سليماً وسراً ما عليه قتام
فمثلك لم تغلب عوائد سخطهِ ... رضاه ولم يبعد عليه مرام
أترضى لفضلي أن يضيع ذمامه ... ومثلك لا يخفر عليه ذمام
فإن نمت عني وأطرحت وسائلي ... فلله عيناً لا تكاد تنام
قال الشيخ محمد أفندي حافظ إبراهيم يمدح المرحوم الشيخ محمد عبده ويهنئه بتولي منصب الأفتاء
رأيتك والأبصار حولك خشع ... فقلت أبو حفص ببرديك أو علي
وخفضت من حزني على مجد أمة ... تداركتها والخطب للخطب يعتلي
طلعت بها باليمين من خير مطلع ... وكنت لها في الفوز قدح بن مقبل
وجردت للفتيا حسام عزيمة ... بحديه آيات الكتاب المنزل
محوت به في الدين كل ضلالة ... وأثبت ما أثبت غير مضلل
لئن ظفر الأفتاء منك بفاضل ... لقد ظفر الإسلام منك بأفضل
رجعنا إلى تمام المختار من شعر محمد بن عثيمين، قمن ذلك ما مدح به حضرة الحاكم المبجل ذا الهمم العالية، والمناقب السامية بيت المروءة والأمانة، وينبوع الكرم والديانة، حامي حمى المكارم والمعالي، أبا حمد الشيخ عبد الله بن قاسم بن ثني لا زال كهفاً للملتجي وأملاً دائماً للمرتجي آمين قال
وقفت على دار لمية غيرت ... معالمها هوج الرياح النواسف
فأسبلت العينان دمعاً كأنه ... جمان وهي من سلكه مترادف
أسائلها من فرط ما بي وإنني ... بعجمة احجار الديار لعارف
لعهدي بها بيض أوانس كالدمى ... غرائر عما لا يحل صوادف
إذا ما سحبن الأتحمي تمايلت ... غصون النقا مالت بهن الروادف
وفيهن معلاة الوشاح كأنها ... قضيب إذا ماست من البان وارف
ألا ليت شعري أين مني مزارها ... وقد حالت الصمان دوني وواجف
أظل نهاري انكت الأرض واجماًُ ... وفي كبدي في الليل تحمى المراضف