للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا غرو من هذا ولا بدع إنما ... حواها من الشوس الكرام الأطايب

ومن والد سامي الذرى ذي مآثر ... حسان وأخلاق يفاع المراتب

له فتكات بالأعادي شهيرة ... يقصر عن إدراكها كل كاتب

أدام لنا ربي بهم كل بهجة ... على السنن الحاوي لكل المطالب

وأزكى صلاة الله ثم سلامه ... بعيد وميض البرق جنح الغياهب

على المصطفى الهادي الشفيع وآله ... وأصحابه ما انهل وبل السحائب

[شعر]

[أحمد الغزاوي]

ومما مدح به الملك عبد العزيز أعزه الله، وخذل من ناوأه، آمين! القصيدة الغراء التي ألقاها الأديب الأريب، أحمد إبراهيم الغزاوي بين يدي جلالته في منى سنة ١٣٥٤ هـ:

هنيئاً بك العيد الذي أنت ناظره ... وفي الله تقواه وفيك بشائره

تلألأ وضاحاً كوجهك مشرقاً ... تداعبه شمس الضحى وتزاوره

وتدنو إليه كل عين قريرة ... تمثل في أسراره ما تبادره

ترى بين عطفيك الإمامة مثلما ... تقمصها الفاروق طهراً مآزره

وتهفو قلوب نحو عرشك لم تزل ... لها أمل يزهو بيمنك ناظره

قد ابتهجت تبغي إلى الله زلفة ... لدن موقف بالله عجت مشاعره

وتلتمس الغفران من متطول ... وترتع في أمن بك الله ناشره

وتصبو إلى مجد قديم تزينت ... به صحف التاريخ واجتيح عاثره

إلى ذكريات الفتح والعرب أمة ... سريعة مفدى العزم فيما تخاطره

يقحمها عصم المعاقل بأسها ... وتأمن بالإخلاص مما تحاذره

ويمضي بها أيمانها وثباتها ... على كسف الطغيان سود دياجره

فتلك وقد أوضحت بتاجك وحده ... تطلع للتاريخ تتلى مفاخره

تطلع للتاريخ حرى حرية ... على درك الماضي الذي آن حاضره

تناجيه من أعماقها وشعافها ... كذى ظمأ أوفى على الماء حاذره

ويعشق الطرف اللموح طموحها ... إلى المثل الأعلى الذي أنت سائره

أبت وهي أنقاض الصروف شتاتها ... وحنت إلى التوحيد تسطو بواتره

أبت وهي من آباء صدق توحشت ... بهم مدن الإسلام واعتز سامره

أبت وهي تتلو كل حين كتابها ... فتحفزها نحو الحياة مناذره

أبت وهي تستوحي تراث جدودها ... وتصعقها صيحاته وزواجره

أبت وهي آساد العرين حماسة ... وأحفاد شعب سودته مرائره

أبت أن ينال الضيم منها فجاهدت ... وصدع سمع الأرض صوت تجاهره

وليس بحمد الله تخشى هزيمة ... وأنت لها الجيش المواضي عرائره

لها في حجا عبد العزيز وعزمه ... ضحى تترجى أن تعم مظاهره

لها اعتقدت بالبعث لو هي أغضبت ... وأغضبت على خسف تعرت معاذره

كأنك منها كل قلب مشيع ... تدفق إرسالاً إليك مخامره

فمن حيث دين الله أهبط وحيه ... وحيث سبيل النصر سالت معابره

وحيث المصاليت المغاوير أوصلوا ... إلى المجد حتى أسلمته قياصره

رفعت لواء كان لولاك مثله ... أقر له بالفضل من كان ناكره

نحلت به أم العواصم واهتدى ... على ضوئه الساري ونهنه حائره

فيا رجل الدنيا وواحد أهلها ... ومن هو للدين المنزل ناصره

إليك أفاض الحج يزجي ثناءه ... عليك وتقوى بالوفود أواصره

وقد راقهم ما أنت تدأب دونه ... سريعاً وتستأني له وتحاوره

تخذت لهم من ذات نفسك داعياً ... إلى الله حتى استبين الرشد هاجره

وأنت ظهير المسلمين بموسم ... تقربهم يوم التناد ذخائره

توافوا إلى باب مهيب حجابه ... بك ائتلقت أبياته ومقاصره

إلى خاشع سمح رضي محبب ... إلى ملك صلت عليه منابره

أضاءت به الأحساب ليلاً كأنها ... شموس وحتى نظم الجزع شاذره

وقامت حفافيه الجنود كثيفة ... تسبق في تنفيذ ما هو آمره

وحلق في آفاقه العز والتقى ... وطنب في أفيائه من يوازره

تراءى به نسج الحديد وشائجاً ... وغصت بأبناء النضال مواتره

كما اصطخب الآذي بالموج رهبة ... لو اصطخبت في البحر قرت زماجره

تهلل من بين السماطين ربه ... وسحت أياديه وفاضت مواطره

له خلق مستمرئ من يقينه ... يكاد من الإيمان يسطع ثائره

<<  <   >  >>