فأعلمت بزل اليعملات مهنئاً ... بما قد حباك الله من تالد المجد
وأنهي إليك الحال مذغبت غالنا ... بغيبتك الدهر العبوس على عمد
حوادث جاءتنا بكل ملمة ... وأيسرها يلهي الولود عن الولد
جلاء وتنكيد وغرم وذلة ... ولا ناصر للحق ذو نجدة يجدي
وقد أوحشت منا الديار ونالنا ... من البؤس مالا يلتقي اللحم بالجلد
وحسبك ما نلقاه من ألم الأذى ... مفارقة الأوطان والأهل عن قصد
وأرجو بك الرحمن يبدل ما مضى ... بحال يريح القلب من وصمة الكد
فيعلن بالأفراح كل موحد ... وتزهوبك الأيام يا خير مستهد
وهاك إمام العصر مني فريدة ... يفوح لها عطر الثناء بما تبدي
إلى مثلها يرتاح كل معظم ... ويصبو إلى إنشادها كل ذي مجد
دعاني إلى ما قلت صدق مودة ... فرحت أجيد المدح منتظم العقد
ولا زلت يا عين الزمان موفقاً ... لكل مساعي الخير مستوجب الحمد
تروق بك الدنيا وتثمر بالصفا ... وتكبوبك الأعداء عن منهج الرشد
معانا مطاع الأمر ما لاح بارق ... وما جلبت الوسمي ميادة الرند
وله رحمه الله كتاب كتبه سنة ١٢٤٨ للأمام تركي بن عبد الله السعود رحمه الله تعالى وهو هذا
بسم الله الرحمن الرحيم "إن أطرب ما سفرت به وجوه الصحائف وأطيب ما شنفت به الأسماع من لطائف الطرائف بعج حمد الله الذي توالت آلاؤه وجل سلطانه وكبرياؤه والصلاة والسلام على أحسن العالمين خلقاً وخلقاً وأفصحهم براعة ونطقا سيدنا محمد المبعوث رحمه لجميع الأمم الماحي ظلال الظلام بآيتي السيف والقلم سلام نظمت فرائد عقوده يد الاخلاص وأوثقت عرى عهوده ألسن الاختصاص وثناء يعطر أريج عبيره محافل الأمجاد وتتجلى بمفصلات فرائد يواقيته الأجياد من كل حاضر وباد إلى من بزغت شموس سعوده فأضاءت الآفاق واستمرت نجوم حسوده ملازمة للمحاق الإمام الذي جادت ليالي أياديه بوابل معروفه فأزهرت رياض محبيه بأنواع إحسانه وصنوفه وأرهقت شبا عزماته فانفصمت عرى مكائد عداته والهمام الذي أعد لكل أمر هو رائمه أناة فإن لم تغن عقبها بوعيداته فإن لم تغن أغنت عزائمه الذي نشر جناح الرفق على أرجاء البسيطة فغدت مودته بدوائر القلوب محيطة وقبض جناح الاعتساف ببسطة العدل والمنن وطوى بنشر الصفح جرائر الإجن ذي الآراء التي تفتح مغلقات الأمور ويستضيء بها من فوادح الخطوب كل ديجور الإمام تركي بن عبد الله السعود أدام الله أيام سعوده وأعلى منار وليه وأخبى نجم حسوده آمين.
أحرزت بالهمة العلياء منفرداً ... ما يعجز الجحفل الجرار مجتمعا
ونلت بالحزم ما لم يجر في خلد ... وان يمد إليه طالب طمعا
وأتاعب الناس من جلت مطالبه ... وجهده قاصر عن درك ما اتعبا
صبرت محتسباً تحت المكاره لا ... من مسعد منجد إن تدعه سمعا
في قفرة ليس فيها للطريد حمى ... ولم تجد موئلاً مهما تكن فزعا
ولست تصحب إلا صارما ذكراً ... يجري الفرند به كالماء إذ نبعا
لم يثنكَ الهول عما رمت غايته ... ولم تكن في الذي كابدته جزعا
حتى امتطيت ذرى العلياء لا أشراً ... ولا فخوراً ولا مستكبراً قذعا
ومن أناط الرجا بالله عن ثقة ... وصدق عزم ينله ما إليه سعى
فأصبحت ولله الحمد، وأنت الذي أعاد به ما الله عفى من معالم الدين، ولم به شتلت شعث المسلمين، وجبر به قلوباً أناخ عليها الانكسار، وأنست به ديار، بعد طول وحشة الانتقال من دار إلى دار، ثبت الله دعام الإسلام بنافع وجودك، وأشرق في الآفاق طوالع سعودك، وأنالك من الخير غاية سؤالك ومقصودك، ثم ذكر الكتاب بطوله واثنى على الإمام تركي رحمه الله بما يطيب نشره أضربت عن نقله طلباً للاختصار فمن أراد الوقوف عليه فعليه بديوانه وذكر جامع ديوانه أن أمير الأحساء أحمد بن محمد السديري كتب إلى السيد كتاباً وصدره بهذه الأبيات:
سلام عليكم والديار بعيدة ... سلام محب أتعبته المفاوز
عزمت على المسرى لنحو جنابكم ... وإني عن المسرى إليكم لعاجز
فهذا كتابي نائباً عن زيارتي ... فإن حل في ساحاتكم فهو فائز
فأرسلته لما عجزت مبلغاً ... وفي عدم الماء لتيمم جائز