ويوقظ مني الوجد ورق حمائم ... إذا هدأ السمار بات لها لغط
أبيت على مثل باق على العهد والوفا ... ولي من هيامي في الهوى شاهد قسط
وأصبو إلى دار بها حط أهلها ... على أنهم من أجلها في الحشا حطوا
ولو لم يكن شعري هل رباها مريعة ... كما هي عهدي أم لوى خصبها قحط
وهل سربها يرعى بأكناف حاجر ... مروجاً عليها من نسيج الحيا بسط
وهل رتعت أترابها ولداتها ... بمرتعها حيث المسرة والغبط
فعهدي بهاتيك المعاهد لم تزل ... شوادنها تعطو وأغصانها تغطوا
فلا غبها غاد من المزن رائح ... له كل يوم في أجارعها سقط
ثم قال: وإي ليكلمني الأعجاب بقصيدة أبي الوليد أحمد بن عبد الله أبن زيدون المغربي التي هي على هذا الوزن، وأنا قد نقلتها بطولها في ترجمة ابن زيدون من هذا المجموع.
هذا آخر ما نقلته من كتاب (سلافة العصر في محاسن الشعراء من كل مصر) وسأنقل إن شاء الله ما أمكنني من الآداب الرائقة، والأشعار الفائقة ما ستحسنه ذوو النهى والألباب، ويصبو إليه ذوو الفضل والآداب، والله الموفق للصواب.
[أشعار وآداب متفرقة]
قال محمد بن عبد الله بن الإمام شرف الصنعاني:
داء اصبابة ماله من راق ... والموت دون لواعج الأشواق
وألذ حالات الغرام لمغرم ... شكوى الهوى بالمدمع المراهق
وبمهجتي والروح أفدي شادناً ... لم ترق مذ فارقته آماقي
ناديته لما بدا وجماله ... يثني إليه أعنة الأحداق
يا أيها القمر الذي قمر النهى ... لما تخلى من سماء الطاق
رفقاً بقلب بين أسرى طرفكالفتاك أضحى في أشد وثاق
فخذ الفدا مني جعلت لك الفدا ... أو لا فمن علي بالاعتاق
وإذا بخلت بذا وذاك ولم يكن ... لك مأرب أفديك في استراقاقي
فاقتل وحاذر أن تكون منيتي ... يا منيتي القصوى بسيف فراق
وما أحسن قوله منها:
يا صاحبي هديتما إن كنتما ... ممن يروم على الغرام وفاقي
فتجسسا بربوع مكة لي عن ال ... قلب العميد الهائم المشتاق
عاهدته أ، لا يجيب إلى الهوى ... داعي الجمال فمال عن ميثاقي
وسباه في دب السويقة شادن ... يسطو بمقتله على العشاق
كالبدر في الديجور رنح قده ... كقضيب بان عاطل أوراق
أفديه من قمر بدا لي كاملاً ... حسناً فكان من الكمال محاقي
سكران من خمر الشبيبة والصبا ... صعب اللقا متلون الأخلاق
شفقي خد لم أزل في حبه ... حيران بين الأمن والإشفاق
وللسيد جمال الإسلام ابن المتوكل الصنعاني:
صب يكاد يذوب من حر الجوى ... لولا انهمال جفونه بالأدمع
وإذا تنفست الصبا ذكر الصبا ... وليالياً مرت بوادي الأجرع
آه على ذاك الزمان وطيبه ... حيث الغضا وطني ومن أهوى معي
ما زال ومض البرق يذكي لوعتي ... ويهيج تذكار لذاك المربع
وإذا تغنت في الغصون حمامة ... هاجت بلابل قلب صب موجع
سجعت على غصن ولم تدر الهوى ... مثلي ولم تدر الغرام ولم تعي
أحمامة الوادي بشرقي الغضا ... إن كنت مسعدة الكئيب فرجعي
إنا تقاسمنا الغضا فغصونهُ ... في راحتيك وجمرة في أضلعي
ولعبد الرحيم البرعي اليمني:
رفاقي الظاعنين متى الورود ... وذياك العذيب وذا زرود؟
فعوجوا بي على آثار ليلي ... فما يدري الغريب متى يعود؟
وزوروا شعبها فعلى فؤادي ... وقلبي من نسيمهِ برود
رفاقي الظاعنين ترفقوا بي ... فقلبي في هوى ليلى عميد
أعيدوا لي الحديث بذكر ليلى ... أعيدوا لي فديتكم أعيدوا
رعى الله الزمان زمان ليلى ... ولا رعي التفريق والدود
فما أحلى هواها في فؤادي ... وإن بخلت علي بما أريد
جرى قلم السعادة باسم ليلى ... وطاب بذكرها العيش الرغيد
فكيف يلومني في حب ليلى ... خلي القلب أدمعه جمود
وإن فتى رمته عيون ليلى ... فمات على الفراش هو الشهيد
ولعبد الهادي السويدي اليمني:
أهلاً وسهلاً بكم يا جيرة الحلل ... ومرحباً بحداة العيس والابل