وترى سيوف الدارعين كأنها ... خلج تمد بها أكف بحار
لو شرعوا أيمانهم في طولها ... طعنوا بها عوضاً عن الخطار
جنبوا الجياد إلى المطي وراوحوا ... بين السروج هناك والأكوار
وكأنما ملؤوا عياب دروعهم ... وغمود أنصالهم سرار قفار
وكأنما صنع السوابغ عزه ... ماء الحديد فصاغ ماء قرار
زردا فأحكم كل موضع حلقة ... بحبابه في موضع المسمار
فتسربلوا بمتون ماء جامد ... وتقنعوا بحباب ماء جار
أسد ولكن يؤثرون بزادهم ... والأسد ليس تدين بالإيثار
يتزين النادي بحسن وجوههم ... كتزين الهالات بالأقمار
يتعطفون على المجاور فيهم ... بالمنفسات تعطف الأظآر
من كل من جعل الظبى أنصاره ... فكر من واستغنى عن الأنصار
وإذا هو اعتقل القناة حسبتها ... صلا تأبطه هزبر ضاري
والليث أن ثاورته لم يعتمد ... إلا على الأنياب والأظفار
زرد الدلاص عن الطعان يريحه ... في الجحفل المتضايق الجرار
ما بين ثوب بالدماء مضرج ... زلق ونقع بالطراد مثار
والهون في ظل الهوينا كامن ... وجلالة الأخطار في الأخطار
تندى أسرة وجهه ويمينه ... في حالة الإعسار والإيسار
ويمد نحو المكرمات أناملاً ... للرزق في أثنائهن مجاري
يحوي المعالي كاسباً أو راغبا ... أبداً يدارى دونها ويداري
قد لاح في ليل الشباب كواكب ... أن أمهلت آلت إلى الأسفار
وتلهب الاحشاء شيب لمتي ... هذا الضياء شواظ تلك النار
شاب القذال وكل غصن صائر ... فينانه الأحوى إلى الأزهار
والشبه منجذب فلم بيض الدمى ... عن بيض مفرقه ذورات نفار
وتود لو جعلت سواد قلوبها ... وسواد أعينها خضاب عذاري
لا تنفر الظبيات منه فقد رأت ... كيف اختلاف النبت في الأطوار
شيآن ينقشعان أول وهلة ... ظل الغمام وصحبة الأشرار
لا حبذا الشيب الوفي وحبذا ... ظل الشباب الخائن الغدار
وطري من الدنيا الشباب وروقه ... فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري
قصرت مسافته وما حسناته ... عندي ولا آلاؤه بقصار
نزداد هماً كلما ازددنا غنى ... والفقر كل الفقر في الإكثار
ما زاد فوق الزاد خلف ضائعاً ... في حادث أو وارث أو عار
إني لا رحم حاسدي لحرما ... ضمنت صدورهم من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم ... في جنة وقلوبهم في نار
لا ذنب لي قد رمت كتم فضائلي ... فكأنما برقعت وجه نهار
وسترتها بتواضعي فتطلعت ... أعناقها تعلو على الأستار
ومن الرجال معالم ومجاهل ... ومن النجوم غوامض ودراري
والناس مشتبهون في إيرادهم ... وتفاضل الأقوام في الأصدار
عمري لقد أوطأتهم طرق العلى ... فعموا فلم يقفوا على آثاري
لو أبصروا بقوبهم لتبصرا ... وعمى البصائر من عمى الأبصار
هلا سعوا سعي الكرام فأدركوا ... أو سلموا لمواقع الأقدار
وفشت خيانات الثقات وغيرهم ... حتى اتهمنا رؤية الأبصار
ولربما اعتضد الحليم بجاهل ... لا خير في يمنى بغير يسار
[فوائد أدبية]
ومن شعر العتبي الأموي
رأين الغواني الشيب لاح بعارضي ... فأعرضن عني بالخدود النواضر
وكن إذا أبصرنني أو سمعنني ... دنين ورفعن الكوى بالمحاجر
فان عطفت عني أعنة أعين ... نظرن بأحداق المهى والجآذر
فإني من قوم كريم ثناؤهم ... لأقدامهم صيغت رؤوس المنابر
خلائف في الإسلام في الشرق قادة ... بهم واليهم فخر كل مفاخر
ولحسام الدين الواعظي رحمه الله:
من ضيع الحزم في أفعاله ندما ... وظل مكتئباً والقلب قد سقما
ما المرء إلا الذي طابت فضائله ... والدين زين يزين العاقل الفهما
والعلم أنفس شيء أنت ذاخره ... فلا تكن جاهلا تستورث الندما
تعلم العلم واجلس في مجالسه ... ما خاب قط لبيب جالس العلما
والوالدين فأكرم تنج من ضرر ... ولا تكن نكداً تستوجب النقما