ولد بالبصرة سنة ١١٩٠ثم ارتحل من البصرة إلى الزبارة البلد العروف بساحل قطر الشمالي ثم ارتحل منها إلى البحرين وسكن بها إلى سنة ١٢٥٩ ثم ارتحل إلى الكويت وتوفي بها سنة ١٢٧٠ رحمه الله تعالى وكان فريد عصره في الحلم والأدب والكرم والشعر وديوان شعره يشهد له بذلك وكفى به شاهدا.
قال رحمه الله مادحاً الإمام فيصل بن تركي آل سعود وذلك بعد رجوع الإمام فيصل من الاعتقال بمصر سنة ١٢٥٩ وفد بها إليه:
لرب العلى أهل الثنا وافر الحمد ... على نعم جلت عن الحصر والعد
أقامت بنا طيب البشارة بهجة ... وبشرى وأفراحاً تنيف على الحد
ونلنا المنى من بعدمشكلة العنا ... وأحلى وصال ما أتى عقب الصد
نهني بما أولى الإله نفوسنا ... فيا طالما باتت على الغبن والكد
فنشكر مولى أبدل الكد راحة ... وبالخوف أمناً شامل الربع والوهد
وحف الهنا بالملك من كل جانب ... وأشرق وجه الكون عن طالع السعد
بعزة من يشتاقه كل مؤمن ... كما اشتاق ظام في الهجير إلى الورد
إمام أتانا بالمسرة والهنا ... وبالعز والعدل العميم وبالرشد
به شد أزر الدين واسوثقت به ... عراه وقام الحق في شدة العضد
وعادت قضايا الشرع مخضرة الربى ... معاهدها مأهولة في حمى صهد
هو النور بين الرشد والغي فيصل ... بهدي ابن تركي ذي الأعاريب تستهدي
به الجار من كل الحوادث آمن ... قرين سرور القلب والعيش في رغد
بآرائه سود الفوادح تنجلي ... وبالرأي إدراك الفتى قبل ذي الجد
أخو همة تدني له كل شاسع ... ويرتاض من أعمالها كل مشتد
يهاب ويرجى حارباً ومسالماً ... وفي الحرب يسطو سطوة الأسد الورد
وفي السلم بر أريحي مهذب ... وأخلاقه الأزهار مطلولة البرد
له راحة في الجود تغني عن الحيا ... إذا تجلت أيدي الكرام عن الرفد
نفي العدم عن سوح الموالين بذله ... فما حل في أرجائهم عارض الجهد
معودة بسطا سوى قبضها على ... أعنة قب الأعوجيات والجرد
كذا قبضها يوما بقائم عضبه ... إذا أسود ليل النقع وابيض ذو حد
يكربه يوم الوغى كر عاشق ... وقد بات من وصل الغواني على وعد
له حملات والظبى تقطر الدما ... فما رده دون الطلى قط في غمد
صبور على الأواء غير مؤفف ... ولاجازع إن قيل يا أزمة اشتدي
يقارع خطب الدهر عن بأس ماجد ... فيرخص غالي الروح في طلب الحمد
فسل مصر هل عنه أت غير حاوم ... أبي على حمل العنا صابر جلد
اتاها وفي إتيانها غير راغب ... ولا متوق ناب مفترس الأسد
وأسلمه من عمهم بنواله ... وعاملهم بالرفق في كلما يبدي
ففوض لله المهيمن أمره ... وعاذ برب العرش من شر ذي حقد
فأغناه لطف الله عن حزبه الذي ... يواسيه من كل الأقارب والجند
أعد التقى حصناص فرد به العدى ... وحسن طويات الفتى خير معتد
وعاد بحمد الله غير مدافع ... عن الأمر ميمون النقيبة والقصد
ودان له من شط عنه ومن دنا ... على بالماجد الحازم الفرد
فعاملهم بالصفح عن كل مجرم ... وعاد إلى إحسانه الوافر المد
وأدى لشكر الله فيما أنالهُ ... من العز والتمكين بالملك والضد
وبرهان عقل المرء إعلان شكره ... يصون به النعماء عن طارق يردي
فيا ملكا بالأرث ساد وبالتقى ... وبالحكم بالشرع الشريف عن المهدي
وبالعدل والإحسان والفتك بالعدى ... وبالسمهري اللدن والصارم الهندي
وبالجود ما كعب بن مامة حازه ... وبالصدق في الأقوال والعهد والوعد
لقد طابت البشرى بمقدمك الذي ... به زانت الدنيا لكل أخي ود
وعمت به الأفراح من قد رعيته ... ومن لم يكن يدري بنائلك العد
وقام بنا داعي المسرة والهنا ... على كل ناد بالثنا الفاتح الند
وخفت لدى نطق البشير مقالتي ... سلام على نجد ومن حل في نجد
ولذ لنا طي الدجنة بالسرى ... وقطع الفيافي بالرسيم وبالوخد
لأحظى بتبليغ السلام مشافهاً ... وأدفع ما بي من ولوع ومن وجد