للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكن باذلاً للجد والجهد قائماً ... بنصرة دين الله من كل كائد

فهذا الذي كنا نحب ونرتضي ... لمن يتولى الأمر من كل قائد

وكان على دين النبي محمد ... ويا حبذا الدين القويم لسائد

ونصح ولاة الأمر قد جاء ذكره ... عن السيد المعصوم أرشد راشد

أبي وفي لا يخيس بعهده ... ولكنه لا يرتضي بالمفاسد

وليس له قصد بأخذ تراثهم ... وما جمعوا من طارف بعد تالد

ولكن ببذل المكرمات وفعلها ... يجود وهذا قيد شبه الأوابد

وقال الشيخ سليمان أيضاً رحمه الله، رداً على رجل من أهل العراق، يقال له: جميل أفندي الزهازي، لنظمه قصيدة في مدح ابن متعب، ويشكره في جره الترك على أهل نجد، ويشجعه على حربهم، فقال الشيخ رحمه الله مجيباً ومادحاً الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل أعزه الله بقوله:

ألا بلغا عني جميلاً رسالة ... فقد جاءنا بالترهات الكواذب

وفاه بقول لا حقيقة تحته ... وليس مقام الفديم يوماً بصائب

تهور فيما قاله حيث لم يكن ... خبيراً بأحوال الورى والنوائب

فتعساً له من مارق تحذلق ... وخب لئيم معرق في المعاثب

يرى سفها أن البسالة كلها ... لمن جاء بالأتراك من كل ناكب

ورام بهم إعلاء أعلام شركهم ... وإعدام أعلام الهداة الأطايب

ومحو لآثار الهدى بذوي الردى ... فتباً له من جعظري مشاغب

فدع قوله في المعتدين ومدحه ... وناد بما قلنا بكل المقانب

لقد من مولانا وأفضل وارتضى ... لنا ملكاً سامي الذرى والمناقب

فشام المعالي وارتضاها وأمها ... بهمته العليا وجرد شواذب

وبيض قواض يختلي الهام حدها ... ونص الهجان اليعملات النجائب

فتى همه العليا وشأو مرامها ... فأم إلى هاماتها والغوارب

فتى ليس يثني همه ومرامه ... طوال العوالي أو طوال السباسب

يخوض عباب الموت والموت ناقع ... إذا استعرت نار الوغى بالكتائب

ويركب هول الخطب والخطب معضل ... وقد هابه شوس الملوك الأصاعب

يرد لهام الجيش وهو عرمرم ... ويحطمه بالمرهفات السوالب

لقد فات أبناء الزمان وفاقهم ... بنيل المعالي الساميات المراتب

وجود وإقدام إذا استعر الوغى ... وضاق مجال الصافنات السلاهب

وأحجم أهلوها بيوم عصبصب ... به النقع يسمو كارتكام السحائب

هنالك لا تلقاه إلا كضيغم ... هزبر أبي شبلين حجن المخالب

ترى جثث الأبطال صرعى بغابة ... تراوحها الأشبال من كل شاغب

كذا الملك الشهم الهمام فإنما ... كماة العدى جزر له بالقواضب

ترى عافيات الطير يعصبن فوقه ... لتحظى بأشلاء العدو المشاغب

وتتبعه غرث السباع لعلها ... تروح بطانا من لحوم المحارب

وقد وثقت أن لا تعود خوامصاً ... وأن لها جزر كماة الكتائب

فلله من ندب همام مهذب ... أغاظ العدى من عجمها والأعارب

فنلنا المنى من بعد أن كادت العدى ... تحيط بنا من كل قطر وجانب

بعبد العزيز ابن الإمام ابن فيصل ... حليف العلى نسل الكرام الأطايب

ومن ألمعي أحوذي ومصقع ... بليغ بما قد شاءه في المقانب

يقود أسوداً في الحروب ضياغماً ... تغير على الأعدى كأسد شواغب

حنيفية في دينها حنيفة ... وليس لهم إلا العلى من مآرب

سما بهم نحو المعالي سميدع ... أبي وفي فاضل ذو مناقب

إذا هو أعظى ذمة لم يخس بها ... وما كان ذا غدر وليس بكاذب

فان رمت أخباراً له ووقائعاً ... فسل شمراً عنه بصدق المضارب

وحرباً وسل عنه مطيراً وغيرهم ... من العجم والأعراب من كل ناكب

فمزقهم أيدي سبا فتفرقوا ... فما بين مقتول وما بين هارب

وما بين منكوب وقد خال أنه ... بقوته قد حاز كل المآرب

بلطف من المولى له وأعانه ... على كثرة الأعدى له والمحارب

إذا أم أمراً واعتلى متسامياً ... تمزقت الأعداء من كل جانب

وما ذاك إلا أنه لا ترده ... طوال العوالي أو طوال السباسب

<<  <   >  >>