ودونك من أبكار فكري قلائداً ... يجل سناها أن يماثلها عقد
إليك طوت بيد الساسب والفلا ... تؤمك من نجد وأنت لها القصد
لتنشر من أعلام مجدك ما سمت ... بأنواره الأحساء وافتخرت نجد
وأزكى صلاة الله ما انهل وابل ... وما هبت النكبا وما قهقه الرعد
وما طلعت شمس وما جن غاسق ... وما لاح في الآفاق من كوكب يبدو
وما حج بيت الله من كل راكب ... على ضامر يهوي إلى بيته تخدو
على السيد المعصوم والآل كلهم ... وأًحابه والتابعي نهجهم بعد
وقال يمدح الإمام عبد العزيز أعزه الله، ويذكر فيها ما من الله به عليه من النصر والتأييد على ابن لاشيد ومن معه من العساكر، وانهزامهم ورجوعهم خائبين سنة ١٣٢٢ هـ:
أهاجك أم أشجاك رسم المعاهد ... معاهد أنس بالحسان الخرائد
أتذكر عهداً بالأوانس رافها ... وتعقيد وصل حافد المقاصد
لغيداء يحكي البدر ضوء جبينها ... منعمة مهضومة الكشح ناهد
كأن وميض البرق في غسق الدجى ... رفيف ثناياها العذاب النضائد
كأن أريج المسك نكهة ثغرها ... إذا هي ناجت وامقاً ذا توجد
لها مقل دعج وكف مخضب ... رخيص كأعناب بغصن العناقد
وفرع أثيث سابغ متجعد ... كديجور ليل حالك اللون حاشد
وقدّ قويم ناعم متأود ... كغصن من البان المذلل مائد
برهرهة كالشمس في يوم صحوها ... تفوق جميع الغانيات الخرائد
فلو كلمت شيخاً بطاعة ربه ... مديباً عليها دائباً غير حائد
لأصبح مفتوناً بها ومولعاً ... وخال رشاداً أن تفي بالمواعد
فضلت على تلك الديار وأهلها ... كمثل سليم شاجن القلب ساهد
فدع ذكر عهد قد تقدم عصره ... وتذكار وصل للحسان الخرائد
ولكن أزح عنك الهموم وسلها ... بعوجاء من قود الهجان الحرافد
وجب للمطاويح المفارز قاصداً ... ولا تخش من فتك اللصوص الرواصد
لشمس تبدي ضوؤها هو ساطع ... وطالع سعد مشرق بالمحامد
رأى ضوءه من بالوهاد ومن على ... رعان اليفاع الشامخات الفدافد
فثاب في ظل المحاسن وارعوى ... إلى ظل أفياء لها كل شارد
لقد بلغت شرق البلاد وغربها ... فكالشمس حلت في السعود الصواعد
تسامى بها شمس البلاد وبدرها ... وجماع شذاذ المعالي الشوارد
هو الملك الشهم أخو الندى ... مذيق العدى كاسات سم الأساود
إمام الهدى عبد العزيز الذي له ... محامد في الإسلام أي محامد
أزاح جموع الترك عنا بهمة ... تسامى بها فوق السهى والفراقد
ومزقهم أيدي سبا وتمزقوا ... فما بين مقتول مصاب وشارد
وما بين محمول إلى عقر داره ... كسيراً حسراً خاسئاً غير فاقد
بكره وإجبار وعنف توعد ... فعادوا وقد باؤوا بخيبة عائد
فهذا هو المجد الأثيل وإنما ... حوى ذاك من قوم كرا أماجد
وميراث آباء له ومآثر ... تأثلها عنهم بحسن المقاصد
لعمري لقد أضحى بها متسامياً ... على كل أملاك البلاد الأماجد
فتى حسنت أخلاقه فتألقت ... وغنت بها الركبان فوق الجلاعد
فتى دمث سهل الجناب مهذب ... ولكنه صعب المقاد لكائد
أذاق الأعادي والبوادي جميعها ... كؤوس حتوف من سمام الأساود
فكم جر من جيش لها عرمرم ... يغادي به شوس الملوك السوامد
له رأي حزم كالحسام مجرداً ... ولهذم عزم نافذ للمعاند
ووثبة ضرغام أبي غضنفر ... إذا الحرب ألقت بالدواهي الشدائد
وبذل نوال كانسجام هوامع ... تعودها طبعاً لعارف وقاصد
فيا من سمت أخلاقه وتألقت ... محامده نحو السهى والفراقد
عليك بتقوى لله جل ثناؤه ... وإصلاح ما يدعو لعضل المفاسد
وبالعفو والإحسان والصدق والوفا ... فإن بها تسمو لشأو المحامد
وراع جناب الحق والصدق راجياً ... جزيل ثواب الله يا ابن الأماجد
وإياك أن تصغي لمن جاء واشياً ... يرى أنه بالنصح أعظم وافد
وما قصده إلا ليحظى لديكم ... بما قال من زور وبهتان حاقد