وصاحوا بها من كل قطر وجانب ... شعارهم التهليل والذكر والحمد
وقد ملكوا أبوابها وبروجها ... ومن كل نهج نحو أعدائها تعدو
يقودهم ليث همام سميدع ... أبيٌّ وفيٌّ فاتكٌ إن عثا الضد
يخوض عباب الموت والموت ناقع ... إذا استعرت نار لها في الوغى وقد
ويركب هول الخطب والخطب معضل ... وقد هابه الأبطال رعباً وقد ندوا
هو الملك السامي إلى منتهى العلى ... وقد أمه في نيلها الطالع السعد
إمام الهدى عبد العزيز الذي به ... تضعضعت الأملاك واستعلن الرشد
لقد فاق أبناء الزمان وفاتهم ... بعفو وإقدام وساعده الجد
فيا أيها الغادي على ظهر حرة ... عرندسة ما مسها دهرها الجهد
تجوب فيافي البيد وخداً ومسأداً ... وما نقبت أخفاقها عندما تخدو
تحمل هداك الله مني هدية ... هدية مشتاق أمض به الوجد
وأروى به من لاحج الشوق جذوة ... ولكنه قد عاقه النأي والبعد
وخامره من نشأة البشر نشوة ... وفي قلبه سكر من البشر ممتد
إلى الملك الشهم الغيور أخي الندى ... مذيق العدى كأس الردى عندما يعدو
ومن أصله المجد المؤثل والعلى ... ومن جوده الجدوى لمن مسه الجهد
فأبلغه تسليماً كأن أريجه ... شذى المسك لما ضاع من نشره الند
ونادى بأعلى الصوت عند لقائه ... بمجلسه الأسنى الذي حفه السعد
ليهنك يا شمس البلاد وبدرها ... بلوغ المنى لما تسامى بك المجد
ونال بك الإسلام فخراً ورفعةً ... وعزت بك الأحساء واستعلن الرشد
وذلك بك الأعداء من كل فاجر ... وكل خبيث دينه الكفر والجحد
فصار الاعادي والبوادي ومن بهم ... نفاق أذلاءً وألوانهم كمد
فيالك من فتح وعز مؤثل ... أطيد ومجد قد تسامت به نجد
فروح بالأفراح أرواح عصبة ... وريح أعطافاً وأودها المجد
وأكمد أكباداً وأورى بجذرها ... سواعرهم قد أمش بها الوقد
فلله ربي الحمد والشكر والثنا ... فمن جوده الحسنى ومن فضله المد
فلا زلت يا حامي حمى الدين والهدى ... لك النقض والإبرام والحل والعقد
ولا زلت في عزٍ من الله دائماً ... يساعدك الإسعاف والنصر والسعد
وأعداك في كمد وكبت وذلة ... وفي قلة يعلوهم الحد والجهد
فيا من سما مجداً وجوداً وسؤدداً ... وأم إلى هاماتها إذ هي القصد
ملكت فاسجع وابذل العفو والندى ... لتنجو في يوم اللقا حينما نغدو
إلى الله في حشر ونشر وموقف ... حفاة عراة ما لنا منهما بد
وعامل عباد الله باللطف وارعهم ... بعدل وإحسان ليصفو لك الود
من كان ذا ود وقد كان محسناً ... فعامله بالحسنى لينمو لك الحمد
ومن كان قدماً قد أساء فأسقه ... زعافاً لكي يدري وينزجر اللد
وينحسم الداء العضال وينتهي ... ذوو الغي إن راموا فساداً أو ارتدوا
وخذ من تقى الرحمن درعاً وجنة ... تقيك إذا ما شدة للورى تبدو
وبالله فاستعصم وكن متوكلاً ... عليه يقيك الله أشرار من صدوا
وندوا عن الإسلام والدين والهدى ... وأشرار من كانوا بغاة وقد ندوا
ولا تستشر إلا صديقاً مجرباً ... سريرته التقوى وغايته الود
ولا تصغ للنمام سمعك إنما ... بزور أتى المأفون والكاشح الوغد
وأحسن فبالإحسان تستعبد الورى ... وتملكهم والحر يملكه الرفد
ولا يملك الأعراب ذاك لأنهم ... كما قيل أصنام لها الكسر والهد
فخفهم وجانبهم ولا تأمننهم ... وألف بني الأحرار إذ هم لك الجند
ولا شك أن البذل والجود والندى ... بها يملك العاصي ويستألف الضد
لكنه في حالةٍ دون حالةٍ ... وذلك لا يخفى على من له نقد
وأنت بهذا كله ذو فطانة ... وأدرى به منا ولكنما القصد
بهذا هو التنبيه والنصح والوفا ... بحقك بل هذا علينا من العهد
أدام لنا ربي بك العز والهنا ... وأولاك مجداً دائماً ما له حد
وعزاً وتمكيناً وفخراً ورفعة ... يقصر عن إدراكها الحصر والعد