وتعلي من الإسلام أعلام مجده ... وتحميه من كيد العدو المراغم
فكن ناصراً للدين معتصماً به ... فليسوا على شيء من الدين عاصم
وجرد بعزم نصل سيفك ناهضاً ... بهمتك العليا لنيل المكارم
وجر عليهم جحفلاً بعد جحفل ... وأثخنهمُ بالمرهفات الصوارم
واعمل هديت اليعملات بغزوهم ... وأرهبهمُ بالصافنات الصلادم
واعدد لهم منها كميناً فإنه ... يكون لكم ظهراً وردماً لرادم
وشن عليهم غارة بعد غارة ... على غرة منهم وذا فعل حازم
ولا سيما الأعراب منهم فانهم ... هم الرد للأعدا بتلك الملاحم
أولئك هم أوباش جند ذوي الردى ... وهم قوة الباغين أهل المآثم
فمزقتهم أيدي سبا وأذقتهم ... كؤوس الردى بالمرهفات الصوارم
وأنت بما قلناه أدرى وعلمكم ... بكل الأمور الساميات المعالم
أحق وأعلى منظراً ومقامكم ... أجل لدى أهل النهى والمكارم
لأنك محمود المآثر في العلى ... ومجدك سام فوق هام النعائم
بك الله يا عبد العزيز أعزنا ... وأنقذنا من رق باغ وظالم
فلا زلت في عز أكيد مؤيد ... ولا زلت منصوراً على كل غاشم
يسعافك الإقبال والعز والهنا ... على كل من ناواك يا ابن المكارم
وأزكى صلاة الله ثم سلامه ... على المصطفى المعصوم صفوة آدم
وأصحابه والآل مع كل تابع ... وتابعهم ما انهل ودق الغمائم
وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله أيضاً مهنئاً للإمام عبد العزيز لما فتح الله على يده بلد الأحساء والقطيف سنة ١٣٣١ هـ،:
بهجر أضاء الفجر واستعلن الرشد ... وناء على آطامها الطالع السعد
وقد كان أهلوها بأسوأ حالة ... وقد فتحت للكفر أعينه الرمد
وكانت قضاة السوء تصرخ جهرة ... بتمجيد عباد القبور وهم ضد
وتمجيد ضباط لهم وعساكر ... فبعداً لهم بعداً وسحقاً لمن ودوا
وقد صارحونا بالعداة والأذى ... فهم للهدى ضد وللأشقيا جند
وقد أظهر الأرفاض فيها شعارهم ... ومدوا يداً نحو العلى وبها امتدوا
وفيها الخنا والخمر والزمر ظاهر ... وما ليس محصوراً وليس له عد
وقد كان فيها للضلالة والردى ... مقر وفيها للهوى صادح يشدو
وقد كان فيها للملاهي ملاعب ... وحادٍ على أعقاب أربابها يحدو
وأحكام أهل الكفر تجرب بسفحها ... وقانونهم يعلو بها ظاهراً يبدو
فناء بها سعد السعود فأسفرت ... بآل سعود هجر وافتخرت نجد
وأقلع عن هجر دياجي ما سجى ... من البغي والأرفاض حل بها النكد
وأصبح من فيها نحباً وناصحاً ... ينادي ألا أهلاً بكم أيها الجند
فقدماً لقد كنا بأيدي عداتنا ... أذلاء والأعداء يسمو لهم جتد
وهم قد أخافوانا بها وتغلبوا ... يسوموننا خسفاً ويعلو بها الضد
فقوض عنا الغي والبغي والأسى ... وأهل الردى والفحش واستعلن الرشد
وزال قتام الكفر عنا وأشرقت ... شموس الهدى والحق في الخلق ممتد
وأضحت بهجر شرعة الحق تجتلي ... وقانون أهل الكفر حل به النكد
وقد أشرقت فيها شموس ذوي الهدى ... وحالت بحمد الله أحوالها الكمد
فيا من بها من عصبة الدين والهدى ... ليهنكم الإقبال والعز والمجد
فشكراً بني الإسلام قد رجعت لكم ... بناكرة من بعد ما يئس اللد
وقد ظن قوم أنها دولة مضت ... وليس لما قد فات عود ولا رد
فقد عاد ما قد مات غضا فات غضا كما بدا ... فلله مولانا على ذلك الحمد
وذلك من فضل الإله ومده ... فمن جوده الحسنى ومن فضله المد
وقد كان ما أجراه فضلاً ونعمة ... ولله من قبل الأمور ومن بعد
بمهد هزبر المعي مهذب ... يقود أسوداً في الحروب بها حرد
وغيظ على أعداء دين محمد ... وأحزابهم ممن عن الدين قد ندوا
أتاهم بها إذ غاب نجم مشعشع ... وقائده الإقبال والعز والسعد
لسبع من الساعات في غسق الدجى ... وقد هجع الحراس والترك والجند
فما راعهم إلا وآساد جنده ... قد اقتحموا فيها وما مسهم نكد