صوارم عزم ليس يفلل حدها ... وإن جل بغي من عدو مزايل
لعمري لقد أولادك مولاك رفعة ... وفخراً رفيعاً ماله من مماثل
وعزاً أطيداً بالثنا متألقاً ... يقصر عن إدراكه كل فاضل
فإن رمت أن تحيا عزيزاً مؤيداً ... وتصبح في ثوب من المجد رافل
فأعدد لأعداء الشريعة فيلقاً ... من الحزم مقروناً بعزم ونائل
ولا تأمنن من خون الله إنهم ... ذوو المكر فاحذرهم وكن غير حافل
لقد ضل سعيٌ من أخي ثقة بهم ... وخابي وأضحى عادماً للفضائل
وفاز فتى ناجاهم بحسامه ... وجاهدهم في الله لا للمآكل
ولا للعلى في الأرض والملك إذ هما ... عن الأجل الأعلى عجالة جاهل
فعامله بالتقوى لتقوى على العدى ... وتنجو من يوم عصيب وهائل
فثق واعتصم بالله ذي العرش واستقم ... أليس هو المولى لراج وآمل
وقد خصك الرحمن منه برحمة ... فأعلى بك الإسلام بعد التضاؤل
وهد بناء الناكبين عن الهدى ... بنصرك من بعد اعتلاء الأسافل
رماهم بك الرحمن فانثل عرشهم ... فآبوا وخابوا بل بلوا بالبلابل
وذلوا وقد عزوا وأبدل منهم ... بخوف فتعساً للطغاة الأراذل
ولما رأى الطاغي عقوبة بغيه ... نجا ولجا في البحر من خوف باسل
همام إذ لاقى الكماة سميدع ... أخي ثقة عند الأمور الجلائل
وولى على الأعقاب ناكصاً ... مخافة حد المرهفات الصواقل
وقد كان قبل الضرب في حومة الوغى ... وزج العوالي في صدور الجحافل
يسأئلهم خسراً من المال معضلا ... ويأمل أمراًفوق ذا غير حاصل
فخلى لكم كرهاً وأرخص ذلة ... بما قد حوى من بعد جهل التحامل
وأطلق من في الحبس من كان موثقاً ... صغاراً وذلاً والتجاءة واجل
فشكراً لمولاك الذي جل فضله ... عليك وأخزى كل طاغ مزاول
ولله ربي الحمد ما لاح بارق ... وما انهل وبل الساريات الهواطل
وما لاح نجم في الدجى متألق ... وازهر نور في مروج الخمائل
وقهقهه رعد أو تنسمت الصبا ... على الروض في أسحارها والأصائل
وأزكى صلاة يبهر البدر جسنها ... على السيد المعصوم سامي الفضائل
وأصحابه والآل ما قال قائل ... هو الله معبود العباد فعامل
وقال معزياً للشيخ قاسم أيضا بعد قتل ابنه المرحوم على بن قاسم المقتول شهداً في ١٧ رمضان سنة ١٣٠٥ غفر الله له:
ألم ترىً أن الصبر أجمل بالفتى ... وأحمد في الأخرى لأهل البصائر
وبالصبر نال الأجر لكل موحد ... وفاز ببر الله أقدر قادر
فصبراً على ما قدر الله ربنا ... تنل كل خير من رحيم وغافر
فإن يك قد أود علي مصابه ... فبالأجل المحتوم فاصبر وصابر
فلا زال ريحان وروح ورحمة ... تسح كودق المعصرات المواطر
على جدث قد حله قمر العلى ... مدى الدهر في آصاله والبواكر
ولا زال رضوان الإله يمده ... بعفو وإحسان ومحو البوادر
لئن كان ذا علم وشأو حماسة ... تسامى بها نحو النجوم الزواهر
لقد كان ذا تقوى وآداب ماجد ... وفي طاعة الرحمن سامي المآثر
وحاذر من الأخلاق كل كريمة ... وكان فريداً في الزمان لسابر
وعاش حميداً مستفيداً من العلى ... مآثر أخلاق الكرام الأكابر
ومات شهيداً مستزيداً من التقى ... وصار إلى رب كريم وغافر
وأنا لنرجو أن يكون محبر ... مع الشهداء الصالحين الأطاهر
يروح ويغدو في الجنان منعماً ... ويسلو بحور في القصور القواصر
فلا تجزعن إذ كان ليس بأول ... من الناس في هذا وليس بأخر
فمن قبله مات النبي محمد ... وهل نحن إلا بعدهم للمقابر
تصبر وثق بالله لا رب غيره ... فربي بصير بالطغاة الغوادر
وما هذه الدنيا بدار إقامة ... ولكن إلى الأخرى إنتقال المسافر
وما هي إلا معبر لمقرنا ... بدار الجزا دار البقاء لعابر
فكن صابراً بالله وارج ثوابه ... فليس عظيم الأجر إلا لصابر