وخلق كريم لم يرضه مؤدب ... تمطق فوه الثدي وهو أديب
تحمل أعباء الرياسة ناهضاً ... بها قاعداً والحادثات وثوب
وصاحت به الجلى لسد فروجها ... فأقدم فيها والزمان هيوب
وكم أعجبته النائبات فردها ... رداداً وعاد النبع وهو صليب
هناك اتفاق الناس انك واحد ... إذا كان للبدر المنير ضريب
وأعجب ما في الجود انك سالب ... به كل ذي فضل وانت سليب
أأنسى لك النعمى التي تركت فمي ... يصعد يبغى شكرها ويصوب
ملكت فؤادي عند أول نظرة ... كما صاد عذريا أغن ربيب
وكنت أخاف ابابلي وسحره ... ولم أدر أن الواسطي خلوب
وغناك أقوام بوصف ماقبي ... فرنج نشوان وحن طروب
رفعت منار الفخر لي بزيارة ... وسمت بها مغناي وهو جديب
وكنت لداء جئتني منه عائداً ... شفاءً وبعض العائدين طبيب
وأنهلتني من خلقك العذب شربة ... حلت لي وما كل الدواء يطيب
ولما جلالي حسن وجهك بشره ... تبين في وجه الشقام قطوب
أجبت وقد ناديت غيرك شاكياً ... وذو المجد يدعى غيره فيجيب
فطنت لها أكرومة نام غفلة ... من الناس عنها مائق وأريب
ذهبت بها في الفضل ذكراً بصوته ... سبقت فلم يقدر عليك طلوب
لئن كان في قسم المكارم شطرها ... فللدين فيها والولاء نصيب
ستعلم أن الصنع ليس بضائع ... علي ولا الغرس الزكي يخيب
وتحمد مني ما سعيت لكسبه ... وما كل ساع في العلاء كسوب
ومهما يثبك الشعر ذكراً مخلداً ... عليها فان الله قبل يثيب
وتسمع في نادي الندى أي فقرة ... يقوم بها في الوافدين خطيب
متى امتدبي عمر وطالت مودة ... فربعك حسن من ثناي وطيب
ودونك مني ضيغم فاه فاغر ... متى مادنا من سرح عرضك ذيب
محاسن قوم وسمة في جباههم ... ولي حسنات سرهن غيوب
وما الحسن ما تثني به العين وحدها ... ولكن ما تثني عليه قلوب
لقد علقت دنياك مذ قيضتك لي ... وراح عليها الحلم وهو غريب
أظن زماني أن زجرت ظروفه ... سيرجع عما سادني ويتوب
تخاتلني الاخبار اخلب برقها ... بأنك يا بدر الكمال تغيب
فأمسك قبل البين أحشاء موجع ... لها بين أثناء الحذار وجيب
بأي فؤاد أحمل البعد والهوى ... جديد وذا وجدي وانت قريب
فلا تصدع الأيام شمل محاسن ... تسافر مصحوباً بها وتؤوب
ولا تعدم الدنيا بقاءك وحده ... فانك في هذا الزمان غريب
وقال يمدح سيد الوزراء مؤيد الملك ابا علي ارخجي ويشكر انعامه عليه:
إذا عم صحراء اغمير جدوبها ... كفى دار هند أن جفني يصوبها
وقفت بها والطرف مما توحشت ... طريد رباها والفؤاد جذيبها
وقد درست إلا نشايا عواصف ... من الريح لم يفطن لهن هبوبها
خليلي هذي دار أنسي وربما ... يبين بمشهور الأمر غيوبها
قفا نتطوع للوفاء بوقفة ... لعل المجازي بالفاء يثيبها
فلا دار إلا أدمع ووكيفها ... ولا هند إلا أضلع ووجيبها
وعير تماني زفرة خف وقدها ... ملياً وعيناً أمس جفت غروبها
فان تك نفسي أمس في سلوة جنت ... فقد رجع اليوم الهوى يستتيبها
وان يفن يوم البين جمة أدمعي ... فعند جفوني للديار نصيبها
تكلفني هند إذا التحت ظامئاً ... أماني لم تنهز لري ذنوبها
وأطلب أقصى ودها أن اناله ... غلاباً وقد أعيا الرجال غلوبها
بمنعطف الجزعين لمياء لو دعت ... (بمدين) رهباناً صبت وصليبها
تبسم عن بيض صوادع في الدجى ... رقاق ثناياها عذاب غروبها
إذا عادت المسواك كان تحية ... كأن الذي مس المساويك طيبها
وكم دون هند رضت من ظهر ليلة ... أشد من الاخطار فيها ركوبها
فنادمتها والخوف تروي عظامها ... المدام ويروى بالبكاء شريبها
إذا شربت كأساً سقتني بمثلها ... من الدمع حتى غاض دمعي وكوبها
حمى الله يالوادي وجوها كواسيا ... إذا اوجه لم يكس حسناً سليبها
بواد يود الحاضرون لو إنها ... مواقع ما ألقت عليه طنوبها