إذا وصف الحسن البياض تطلقت ... سواهم يفدي بالبياض شحوبها
ولله نفس من نهارها عذولها ... ومن صونها يوم اعذيب رقيبها
لكل محب يوم يظفر ريبة ... فسل خلواتي هل رأت ما يريبها؟
إذا اختلطت لذات حب بعاره ... فأنعمها عندي التي لا أصيبها
وساء الغواني اليوم اخلاق لمتي ... فهل كان مما سرهن قشيبها؟
سواء عليها كثها ونسليها ... وناصلها من عفتي وخضيبها
وتعجب أن خصت قوادم مفرقي ... وأكثر أفعال الزمان عجيبها
ومن لم تغيره الليالي بعده ... طوال سنيها غيرته خطوبها
إذا سل سيف الدهر والمرء خاسر ... فأهون ما يلقى الرؤوس مشيبها
يعدد أقوام ذنوب زمانهم ... فمن لي بأيام تعد ذنوبها؟
يقولون دار الناس ترطب أكفهم ... ومن ذا يداري صخرة أو يذيبها؟
وما أطمعتني أوجه بابتسامها ... فيؤيسني مما لديها قطوبها
وفي الأرض أوراق الغنى لوجذبتها ... لرف على أيدي النوال رطيبها
إذا إبلي أمست تماطل رعيها ... فهل ينفعني من بلاد خصيبها؟
عذيري من باغ يود لنفسه ... نزاهة أخلاقي ويمسي يعيبها
إذا قصرت عني خطاه أدب لي ... عقارب كيد غير جلدي نشيبها
ومن أملي في سيد الناس أن لي ... مطاعم يغني عن سواها كسوبها
إذا ما حمى مؤيد الملك حوزة ... من الصم لم يقدر عليها طلوبها
علي ضواف من سوالف طوله ... يجرر أذيال السحاب سحوبها
وعذراء عندي من نداه وثيب ... إذا جليت زان العقود تريبها
عارف تأتي هذه اثر هذه ... كما رفدت أعلى القناة كعوبها
إذا عدد المجد انبرين فوائتا ... عقود البنان أن يعد حسيبها
إلى أن قال:
وغير أن لا يرضيه اصلاح جسمه ... بدار إذا كان الفساد يشوبها
وقاها من الأطماع حتى لو انه ... جرى الدم فوق الأرض ماشم ذيبها
ومد عليها حامياً يد مشبل ... له عصبة بعد النذير وثوبها
يد كل ريح تمتري ماء مزنها ... فما ضرها أن لا تهب جنوبها
ارى شبهه الأيام عادت بصيرة ... ومذنبها قد جاء وهو منيبها
وذلت فأعطاها يد الصفح ماجد ... إذا سيل تراك الذحول وهوبها
لك الله راعي دولة ريع سرحهوراح أمام الطاردين عزيبها
نفضت وفاض ارأي حتى استقدتها ... وما كل آراء الرجال مصيبها
محملة من ثقل منك أوسقاً ... ينوء بها مركوبها وجنيبها
فعطفاً عليها الآن تصف حياضها ... وتبقل مراعيها وتدمل ندوبها
فما رأمت أبواءها عند مالك ... سواك ولا حنت لغيرك نيبها
وهي طويلة اختصرت منها على هذا القدر طلباً للاختصار؟ في آخرها ومن قوله يهنئ الأستاذ ابو طالب بعيد افطر: أنا اليوم مما تعهدين بعيد=تريدين مني والعلاء
طوى رسني عن قبضة الحب خالعاً ... قواه وقدماً كنت حيث يقود
هوىً وليالي اللهو بيض وهبتهه ... الهيها وأيام الكريهة سود
وهيف رقاق موضع الهيف فتنني ... وهن جسوم حارة وقدود
دعيني وخلقاً من سني استفدته ... عزيزاً فمعدود السنين مقيد
ولا تحسبيني صبغ لونين في الهوى ... أتوب فتبدو فرصة فأعود
ولا كامناً في الحي أنظر سربه ... على خدعة الأشراك كيف أصيد
وحص غرابي يا ابنة القوم أجدل ... بصير بأوكار الشباب صيود
أراك تريني ناقصاً ونقيصتي ... ليال وأيام علي تزيد
لكل جديد باعترافك لذة ... فمالك عفت الشيب وهو جديد
تأخرت بالصمصام وهو مصمم ... وخالفت رأي الرمح وهو سديد
متى نت الدنيا علي فأبصرت ... لساني فيها بالسؤال يجود
إذا كنت حراً فاجتنب شهواتها ... فإن بنيها للزمان عبيد
وبن في عيون الناس منهم مباعدا ... إذا اشتبهوا واسلم وانت وحيد