عشرون ألفا غير اتباعهم ... ما بين مقتول ومأسور
طهرت بيت القدس من رجسهم ... وكان مأوى للخنازير
يا ذاكر الله يا ناسيا ... للعرف مع كثرة تكرير
إلى محل الاجر والشكر يا ... أكرم مأجور ومشكور
وقال يمدح السلطان موسى الاشرف:
يستوجب النصر من صحت عزائمه ... ويقتني الشكر من عمت مكارمه
بالمال والنفس نال المجد طالبه ... أن العظيم لمن هانت عظائمه
في كل دور لهذا الدين منتظر ... يشيده بعد ما تخفى معالمه
فاليوم كل ًامامي لنا تبع ... بان شاه ار من المهدي قائمه
يا يوم دمياط ما أبقيت من شرف ... لمن تقدم إلا أنت هادمه
عذراء نادت على بعد فانقذها ... ملك غيور مصونات كرائمه
رأت بنو الأصفر الأعلام ... والنقع يرمدعين الشمس فاحمه
والجيش يلتف مرطاه على ملك ... كالليث تزأر حوليه ضراغمه
والجو يبكي سهاما كلما ضحكت ... عن كل برق يماني غمائمه
وكل طرف إذا طال الطراد به ... يطير من حدة لولا شكائمه
ودون دمياط بحر حال بينهم ... من الظبا ليس ينجو منه عائمه
ذلوا لملك أعان الله صاحبه ... موسى سليمانه والسيف خاتمه
وسالموها وردوا أهلها ومضوا ... والثغر من فرح يفتر باسمه
كأنهم أبصروا ما قد مضى زمناً ... كما يرى مزعج الاحلام نائمة
طهرت منبرها العالي ومئزرها ... من رجسها بعدما ساخت قوائمه
وقمت تكسر تمثال المسيح به ... برغم من هو باللهوت لائمه
قل للكمي وسرته سلامته ... هدا هو الموت فاحذر أن تلائمه
عادوا بحزن إلى أوطانهم ومضوا ... وكل بيت بقاهم فيه مأتمه
تبكي القوس على؟ أسرى ملوكهم ... وذاك أمر قضى بالعدل حاكمه
يا باذلا في سبيل اللله منهجته ... لله لا للذي جادت معالمه
لولاك زلزل دين المصطفى ووهى ... وأصبح البيت قد حلت محارمه
قضيت في الغرب مفروض الجهاد ولو ... فرغت للشوق ما قامت اعاجمه
أقول للحاسد المحزون ذا ملك ... والنجم والفلك الدوا خادمه
قولاً وعذراً فاني قد برى جسدي ... وكيف ينهض من قصت قوائمه
قالوا تأخرت والتأخير ينقصني ... من جود من عمت الدنيا مكارمه
لا أرهب الدهر أن يثني مودته ... لا أختشي قطع رزق وهو قاسمه
لا فارقت ألسن المداح دولته ... فاحسن الروض ما غنت حمائمه
قال يمدحه ويهنئه بالعيد:
قد بلغتك خطا المهرية الرسم ... دار الأحبة فاشكر نعمة النعم
لو كنت تنصف ما رغمت آنفها ... ولا خضبت الخطا من خفها بدم
يا برق عذراً فان الشوق كلفني ... أن الحبيب بمرآنا فلا تلم
من كل ملتفة الأعضاء مائلة ... الارداف ناعمة الأطراف كالعنم
كأنما الشعر يهواها إذا خطرت ... تمشي يقبل منها موضع القدم
كأنما الموت يسري في جوانبها ... وكل الرديني والصمصامة الخذم
سوشاحها معدم والحجل مقتدر ... كذاك تختلف الأرزاق بالقسم
كأنما هي من لين ومن ترف ... ماء تجسد للأبصار كالصنم
اياك در على لالاء لبتها ... وارجع إلى اليم والأصداف والظلم
ولا تقل انني من جنس مبسمها ... فأنت تؤخذ بالأدنى من القيم
عشق الغواني وعشق المجد مشتبه ... وإنما ألفرق بين الناس بالهمم
فغين هذا تراعي وصل غانية ... وعين موسى عن الإسلام لم تنم
الاشراف الملك الوهاب منذ أتى ... شم الأنوف بما فيها من النعم
نال العلى بيد بيضاء ما برحت ... ما فوق كل يد أو تحت كل فم
الله أكبر كم رزق وكم أجل ... قسمته تحت حد السيف والقلم
يا موقد النار للأضياف من كرن ... وموقد النار للأعداء من نقم
فكم لسلمك من نار علم ... وكم لحربك من نار على علم
السيف مثلك طلق الوجه مبتسم ... إذا اكفهرت وجوه الخيل والبهم
ما بين جو من الهيجاء مصطرم ... وبين بحر من الآذي ملتطم
هنالك البيض تفني الهام من شره ... والسمر تلدغ في الأكياد من قرم