للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا امير النمؤمنين أضاف لي ... املي نزلت على الجواد المفضل

بالطائع الميمون انجح مطلبي ... وعلوت حتى ما يطاول معقلي

قرم إذا غزت الخطوب مراحه ... أدمى غاربها بناب أعصل

متوغل خلف العدو وعلمه ... أن الجبان إذا سرى لم يوغل

وإذا تناولت الرجال غنيمة ... قسم التراث لها بحد المنصل

ثبت لهجهجة الخطوب كأنها ... جاءت تقعقع بالشنان ليذبل

رأي الرشيد وهيبة المنصور في ... حسن الأمين ونعمة المتوكل

آباؤك الغر الذين إذا انتموا ... ذهبوا بكل تطاول وتطول

درجوا كما درج القرون وعلمهم ... أن سوف يخبر آخر عن أول

نسب إليك تجاذبت أشياخه ... طولا من العباس غير موصل

هذي الخلافة في يديك زمامها ... وسواك يخبط قعر ليل اليل

أحرزتها دون الأنام وإنما ... خلف العجاجة سائق لم يذهل

بجوادر يعنقن من نحت القنا ... عنقاً يعرد بالذئاب العسل

غر محجلة إذا احتضر الوغى ... نقبن عن يوم أغر محجل

رفعت فأي الحزم عنها لم يضق ... عرقاً وأي اللجم لم يتصلصل

سلخ الظلام إهابها وتهللت ... جنبات ذاك العارض المتهلل

طلعت بوجهك غرة نبوية ... كالشمس تملأ ناظر المتأمل

وإذا نبت بك في مسالمة العدى ... ارض وهب ترابها للقسطل

وفوارس ما استعصموا بثنية ... إلا طلعت عليهم في جحفل

إلى أن قال:

ارجوك للامر الخطير وإنما ... يرجى المعظم للعظيم المعضل

واروم من غلواء عزك غاية ... قعساء تستلب النواظر من عل

تدمي قلوب الحاسدين وتنثني ... فترد عادية الخطوب النزل

ضاق الزمان فضاق فيه تقلبك الماء يجمع نفسه في الجدول

فاسمح بفعلك بعد وعدك انه ... لا يحمد الوسمي إلا بالولي

فلعلنا نمتاح أن لم نغترف ... ماء المنى ونعل أن لم ننهل

ايه وكم من نعمة جللتها ... تضفو كهداب الرداء المخمل

لله أنت لقد أثرت صنيعةً ... بيدي معم في الصنائع مخول

شرفتنا دون الأنام وإنما ... برالقريب علاقة المتفضل

وجذبتنا جذب الحرير إلى العلى ... وعدونا يهوي هوي الأجدل

وأحق بالإطراء باعث منة ... وصلت من الأرحام ما لم يوصل

مولاي من لي أن اراك وكيف لي ... بحضور دارك والعدو بمعزل

انظر الي ببعض طرفك نظرة ... يسمو لها ويعرب مقولي

فالآن لا ارضى وانت مؤلمي ... برضى القنوع وعفة المتجمل

نعمى أمير المؤمنين حرية ... أن لا تنام على الرجاء المهمل

بفم إذا رفع الكلام سجافه ... أوحى بنائل وان لم يسأل

ويد إذا استمطرت هامر مزنها ... دفقت عليك من الزلال السلسل

تمحو أساطير الخطوب كما محا ... مر الشمال من الغمام المثقل

واليت فيك مدائحي فكأنما ... أفرغت نبلي كله في مقتل

من كل قافية إذا ما انشدت ... عطفت عنان الراكب المستعجل

فظفرت من نفحاته وجواره ... باجل نعماء وأحرز موئل

وقال يمدح الطائع أيضا ويهنئه بصوم شهر رمضان سنة ٣٨٧:

مسيري في ليل الشاب ضلال ... وشيبي ضياء في الورى وجمال

سواد ولكن البياض سيادة ... وليل ولكن النهار جلال

وما المرء قبل الشيب إلا مهند ... صدي وشيب العارضين صقال

وليس خضاب الرأس إلا تعلة ... لمن شاب منه عارض وقذال

للنفس في عجز الفتى وزماعه ... زمام إلى ما يشتهي وعقال

بلوت وجربت الأخلاء مدة ... فاكثر شيء في الصديق ملال

وما راقني ممن أود تملق ... ولا غرني ممن أحب وصال

وما صحبك الادنون إلا أباعد ... إذا قل مال أو نبت بك حال

ومن لي بخل أرتضيه وليت لي ... يمينا تعاطيها الوفاء شمال

تميل بي الدنيا إلى كل شهوة ... وان من النجم البعيد منال

وتسلبني أيدي النوائب ثروتي ... ولي من عفافي والتقنع مال

إذا عزني ماء وفي القلب غلة ... ظمئت وكل الآل عندي آل

ومثلي لا بأس على ما يفوته ... إذا كان عقبى ما ينال زوال

<<  <   >  >>