للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتبدي ثناياها لنا كنز جوهر ... فترصدها في فرعها وهو أرقم

وتغضي فيمشي السحر في غمد فتنةٍ ... وترنو فيضحي مصلتاً وهو مخذم

وتسعى فتخشى الطعن من عطف قدها ... ورب قوام وهو رمح مقوم

أما وحباب وهو ثغر مفلج ... وجامد خمر وهو خد معندم

ومرآة بلورٍ صفت وهي غرة ... وأنبوب درٍ وهو ساقٌ مخدم

لصنوان مسموم السهام ولحظها ... ومبسمها والجوهر الفرد توأم

وقامتها والسمهري وإنها ... لأعدل منه وهو في الفتك أظلم

هي البدر في الإشراقِ لولا حجابها ... وشمس الضحى لولا السجاف المخيم

وبيض الدمى لولا البراقع والحيا ... وظبي الحمى لولا الثوى والتكلم

مهاة لديها السمر في حرم الهوى ... تحل دماء الصيد والبيض تحرم

تحف الظباء العين فبها إذا شدت ... وتزأر أساد الثرى حين تبغم

فكم حولها ليث بحلة أرقم ... يطوف وكم خشف بعينيه ضيغم

تحام حماها واحذر الموت دونها ... فليس الحمى إلا الحمام المرخم

وما الحب إلا أن يكون مزاره ... عزيزاً إليه لا يجوز التوهم

بحيث الدم المحظور فيه محلل على السيف والماء المباح محرم

وإنا لقوم نشا في قلوبنا ... بحب الدمى والمكرمات التسنم

ففي الدر رخص عندنا وهو جوهر ... ويغلو لدينا قيمة وهو مبسم

نفر إذا يرنو غزال مقنع ... ونسطو إذا يبدو هزبر معمم

نضاحك ضوء البرق وهو مهند ... ونبكي نجيعاً وهو ثغره ملثم

ونحذر من نبل الردى وهو أعين ... ونلقاه في لبّاتنا وهو أسهم

ومحجوبة لو ينظر البدر وجهها ... لخر صريعاً وانثنى وهو مغرم

إذا حدثت في بقعة أو تنفست ... ففي بابل أو بسم دارين تيمم

سقى دارها ماء الطلا بارق الظبا ... ففي التراب منها لا يسوغ التيمم

ممنعة لا يمكن الطيف نحوها ... صعوداً ولو أن المجرة سلم

تأتيها والنسر في الأفق واقع ... وبيض حمام الأنجم الزهر حوم

فوافيت منها الشمس في الليل مارد ... ومن دنوها شهب من النبل ترجم

وبتنا كلانا في العفافة والتقى ... أنا يوسف وهي الكريمة مريم

وما أنا ممن يتقي الحتف إن بغى ... مراماً ولا يثنيه في الحب لوم

وركب تعاطوا في الدجى دلج السرى ... يميلون من سكر الكرى لم يهوموا

سهام على مثل القسي ارتمت بهم ... يؤمنون نجداً والهوى حيث يمموا

تراءى لهم قلبي إماماً فغرهم ... وأوهمهم نار الغضى فتوهموا

أروح ولي روح إلى أرض رامة ... وآرامها شوقاً تحن وترزم

وقلب إلى نحو الحجاز وأهله ... يغور به الود الصحيح ويتهم

إذا مر ذكر الحيف لو لم يكن به ... ولاء عليٍ كاد بالنار يضرم

جواد هوى المعروف قبل فطامه ... ومال إلى حب العلى قبل يُفطم

همام إذا قامت وغى فهو ساقها ... وإن شمرت عن زندها فهو معصم

فتى حبه للمجد أفقده الغنى ... كما فقد السلوان صب متيم

يلذٌّ دعاء السائلين بسمعه ... كما لذَّ في السمع الطروب الترنم

كسى العرض من حسن الثنا خير حلة ... لها الفخر يُسدى والمكارم تلحم

له الطعنات النجل تبكي كأنها ... عيون رأت يوم النوى فهي تسجم

فواعجباً يجري حياً وهو شعلةٌ ... ويضرم ناراً في الوغى وهو خضرم

يوصل بفجر كاذب وهو صارم ... ويسطو بنجم ثاقب وهو لهندم

دنانيره صفر الوجوه لعلمها ... بأن النوى في شملهن محكم

إذا زارها العافون يوماً تشتت ... كأدمع صبٍ قد دعتهنَّ أرسم

فلو جالس الأقمار من حوله دجىً ... دروا أنه المولى وإن كان منهم

ولو أنفقتها في الهبات يمينه ... لقل لديها بدرها وهو درهم

ولو كلفت أهل الهوى درع أمنه ... لردت سهام الأعين النجل عنهم

حطمن عواليه قنا كل فتنةٍ ... فكدن لقامات الدمى البيض تحطم

وردت سيوف الجور وهي كليلة ... فأوشكن حتى أنصل الغنج تكهم

له بيت مجد شامخ في صعيده ... تعفر آناف الملوك وترغم

تطنبه سمش الضحى في حبالها ... وتمسكه أيدي السماك وتدعم

<<  <   >  >>