للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لذ بالوزير فأنما تأوي إلى ال ... كنف الأعز الأمنع ابن الأمنع

ملك رقى درج الفخار فلم يدع ... فيها لراق بعده من مطمع

وتناولت كفاه أشرف رتبة ... لو قام يلمسها السها لم يسطع

أندى من الغيث الملث إذا اجتدى ... أحمى من الليث الهزبر إذا دعي

التارك الأبطال صرعى في الوغى ... فكأنهم أعجاز نخل منقع

يذر الجماجم في المكر سواقطاً ... سقط الثمار من المهب الزعزع

إلى أن قال:

يا ابن الألى جعلوا مراكز سمرهم ... حب القلوب بكل يوم مفظع

واستبدلوا للبيض من أغمادها ... في الحرب هامة كل ليث أروع

النازلين من العلى في رتبةٍ ... هام السهى منها بأدنى الموضع

ما حدثت نفس امرىءٍ ببلوغها ... إلا ومات بغلةٍ لم تنقع

وإليك من عرب الكلام خريدة ... جاءتك مسفرة ولم تتبرقع

عذراء أول ما جلاه لناظر ... نظمي وأول ما تلاة لمسمع

من شاعر ذرب اللسان مفوهٍ ... طب بتركيب القوافي مصقع

فاضمم عليه يديك تحظى بمفلق ... أذكى من المتقدمين وأبرع

فليسمعنك إن بقي لك بعدها ... ما تستبين لديه ذل الأشجع

قال مؤلف (السلافة) : لما وقفت على هذه القصيدة راق لي هذا الوزن والروي فأحببت أن أنظم عليها وبالله التوفيق:

يا دار مية باللوى فالأجرع ... حياك منهل الحيا من أدمعي

وسرى نسيم الروض يسحب ذيله ... بمصيف أَنس في حماك ومربع

لو لم تبيتي من أنيسك بلقعاً ... ما بت أندب كل دار بلقع

لم أنس عهدك والأحبة جيرة ... والعيش صفو في ثراك الممرع

أيام لا أصغي للومة لائم ... سمعاً وإن تقر الصبابة أسمع

حيث الربى تسري برياها الصبا والروض زاهي النور عذب المشرع

تحنو علي عواطفاً أفنانهُ ... عند المبيت به حنو المرضع

كم بت فيه صريع كأس مدامة ... حلف البطالة لا أفيق ولا أعي

يعتادني زهو الشباب وعفتي ... فيه عفاف الناسك المتورع

لله أيامي بمنعرج اللوى ... حيث الهوى طوعي ومن أهوى معي

لم أنسه والبين ينعق بيننا ... متصاعد الزفرات وهي مودعي

إن شب في قلبي الغضا لفراقه ... فلقد ثوى بالمنحنى من أضلعي

أتجشم السلوان عنه تكاماً ... والطبع يغلب شيمة المتطبع

ومن غرر قصائده قوله يصف حاله، وقد ضربته في وجهه سمكة تعرف بالسبيطية، فشجته ومعه ابنة حسان، ومن تأمل هذه القصيدة عرف سمو قدره في البلاغة، وأخذه برقاب الكلام، وتلاعبه بمحاسن المعاني وهي قوله:

برغم العوالي والمهندة البتر ... دماء أراقتها سبيطية البحر

ألا قد جنى بحر البلاد ونوبلي ... علي بما ضاقت به ساحة البر

فويل بني شن ابن اقصى وما الذي ... رمتهم به أيدي الحوادث من وتر

دم لم يرق من عهد نوح ولا جرى ... على حد ناب للعدو ولا ظفر

تحامته أطراف القنا وتعرضت ... له الحوت يا بؤس الحوادث والدهر

لعمر أبي الأيام إن باء صرفها ... بثار امرىءٍ من كل صالحة مثر

فلا غرو فالأيام بين صروفها ... وبين ذوي الأخطار حرب إلى الحشر

ألا فابلغ الحين بكراً وتغلباً ... فما الغوث إلا عند تغلب أو بكر

أيرضيكما أن امرءاً من بينكما ... وأي امرىءٍ للخير يدعى وللشر

يراق على غير الظبي دم وجهه ... ويجري على غير المثقفة السمر

وتنبو نيوب عنه أيضاً وينثني ... أخو الحوت عنه دامي الفم والثغر

ليقضي امروٌ من قصتي عجباً ومن ... يرد شرح هذا الحال ينظر إلى شعري

أنا الرجل المشهور ما من محلةٍ ... من الأرض إلا قد تخللها ذكري

فإن أمس في قطر من الأرض إن لي ... بريد اشتهار في مناكبها يسري

طوالع بي صرف القضاء ولم يكن ... لتجري صروف الدهر إلا على الحر

توجهت من مري إلى العلقم المر

تلججت خور القريتين مشمراً ... وشبلي معي والماء في أول الجزر

فما هو إلا أن فجئت بظافر ... من الحوت في وجهي ولا ضربة الفهر

لقد شق يمنى وجنتي بنطحة ... وقعت لها دامي المحيا على قطر

<<  <   >  >>