فللمنازل في شرع الهوى سنن ... يدري بها من له في الحب عمران
وقل ذاك لمغنى قد سحبن به ... ذيل التصابي برسم الشجو غزلان
القاتلات بلا عقل ولا قود ... سلطانهن على الأملاك سلطان
لله أحور ساجي الطرف مقتبل ... عذب اللمى لؤلؤي الثغر فتان
عبل الروادف يندى جسمه ترفا ... ضافي الوشاح لطيف الروح جذلان
يهتز مثل اهتزاز الغصن رنحهُ ... سكر الصبا فهو صاحي القلب نشوان
كأنما البدر في لألاءِ غرته ... يا ليت يسحب ذاك الحسن إحسان
لو كان يمكن قلنا اليوم أبرزه ... لينظر الناس كنه الحسن رضوان
في ذمة الله جيران متى ذكروا ... هاجمت لذكراهم في القلب أحزان
فارقتهم أمتري أخلاف سائمة ... يسوقها واسع المعروف منان
لعل نفخة جود من مواهبه ... يروي بها صدى الإقتار عطشان
أريش منه جناحاً حصهُ قدر ... شكى تساقطهُ صحب واخوان
وفي اضطراب الفتى نجح لبغيته ... وللمقادير إسعاد وخذلان
فاربأ بنفسك عن دار تذل بها ... لو أن حصباءها در ومرجان
طفت المعاهد من شام إلى يمن ... ومن عراق ولبتني خرسان
فما لقيت ولن ألقى ولو بلغت ... بي منتهى السد همات ووجدان
مثل الجحاجحة الغر الذين سموا ... مجداً تقاصر عن علياه كيوان
الضارب الكبش هبراً والضنا قصداً ... والتاركي الليث يمشي وهو مذعان
والفارجي غمم اللاجي إذا صفرت ... أو طابه واقتضاه الروح ديان
والصابئين عن الفحشا نفوسهم ... والمرخصيها فذا الخطي أثمان
خضل المواهب أمجاد غطارفة ... بيض الوجوه على الأيام أعوان
غر مكارمهم حر صوارمهم ... خضر مراتعهم للفضل تيجان
لكن أوراهم زنداً وأسمحهم ... كفاً وأشجعهم إن جال أقران
عبد العزيز الذي نالت به شرفاً ... بنو نزار وعزت فيه قحطان
مقدم في المعالي ذكره أبداً ... كما يقدم بسم الله عنوان
ملك تجسد في أثناء بردته ... ليث وغيث وإعطاء وحرمان
خبيئة الله في ذا الوقت أظهرها ... وللمهيمن في تأخيرها شان
ودعوة وجبت للمسلمين به ... أما ترى عمهم أمن أيمان
حاط الرعية من بصرى إلى عدن ... ومن تهامة حتى ارتاح جعلان
فجددوا الشكر للمولى وكلهم ... يدعو له بما بقي في الأرض إنسان
ورب مستكبر شوس خلائقه ... صعب الشكيمة قد أعماه طغيان
تركته وحده يمشي وفي يده ... بعد المهند عكاز ومحجان
وعازب رشد إذا حان مصرعه ... بخمرة الجهل والإعجاب سكران
أمطرته عزمات لو قذفت بها ... صم الشوامخ أضحت هي كثبان
عصائب من بني الإسلام يقدمهم ... من جدك المعتلي بالرعب فرسان
ويل أمه لو آتاه البحر متلطماً ... أذية الأسد والآجام فرسان
لأصبح الغمر لا ويل ولا أثر ... لو شاغبته قبيل الصبح جنان
ومشهد لك في الإسلام سوف ترى ... يوفي به لك يوم الحشر ميزان
نحرت هديك فيه الناكثين ضحى ... فافخر ففخر سواك المعز والضان
أرضيت آباءك الغر الكرام بما ... جددت من مجدهم من بعد ما بانوا
نبهت ذكراً توارى منه حين علا ... للمارقين ضباب فيه دخان
فجئت بالسيوف والقرآن معتزما ... تمضي بسيفك ما أمضاه قرآن
حتى انجلى الظلم والإظلام وارتفعت ... للدين في الأرض أعلام وأركان
دين ودنيا وبأس في الوغى وندى ... يفيض عن كفه للجود خلجان
هذي المكارم ى ما قيل من هرم ... ولا الذي قيل عمن ضم غمدان
أقول للعيس إذ تلوي زفاريها ... لإلفها ولها في الدّو تحنان
ردي بحاراً من المعروف طامية ... نباتها التبر ى شيح وسعدان
تدوم ما دامت الدنيا بشاشتها ... فأسلم فأنت لهذا الخلق عمران
ثم الصلاة على الهادي الذي خمدت ... في يوم مولده للفرس نيران
والآل والصحب ما ناحت مطوقة ... خضباً يميد بها في الدوح أغصان
وقال أيضاً مادحاً صاحب الجلالة الملك عبد العزيز في سنة ١٣٥١إحدى وخمسين بعد الثلاث مئة والألف: