للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وايد أبت من أن تأوب ولم تفز ... حجز النواصي أو بحز الغلاصم

ندامى الوغى يجرون بالموت كاسها ... إذا رجعت أسيافهم بالجماجم

هناك القنا مجرورة عن حفائظ ... وثم الظبى مهزوزة عن عزائم

إذا ركبوا فانظره أول طاعن ... وان نزلوا فارصده آخر طاغم

وهي طويله أجاد فيها: وقال يهنئ المعتضد ببعض الفتوح وهو فتح قرمونة وكان القائد ابنه الظافر:

إلا للمعالي ما تعيد وما تبدي ... ولله ما تخفيه عنا وما تبدي

جنيت ثمار النصر طيبة الجنى ... ولا شجر غير المثقفة الملد

وقلدت أجياد الربى رائق الحلى ... ولا درر غير المهطمة الجرد

بكل فتى عاري الاشاجع لابس ... إلى غمرات المت محكمة السرد

نجوم سماء الحرب أن يدج ليلها ... يدور بهم افواجها فلك السعد

خميس به تردي بنيك بمرهف ... حكاك كما قد الشراك من الجلد

ببدر ولكن من مطالعه الوغى ... وليث ولكن من براثنه الهندي

فتى ثقف بين الحمائل مقدم ... جنى الموت في كفيه أحلى من الشهد

سقيت به ديناً عفاتك مخصباً ... فأجناك من روض الندى زهر الحمد

وجندته نحو عفاتك محارباً ... فوافاك يقتاد الملوك من الجند

ورب ظلام سار فيه إلى العدى ... ولا نجم إلا ما تطلع من غمد

أطل على قرمونة متبلجاً ... مع الصبح حتى قيل كان على وعد

فيا حسن ذاك السيف في راحة الندى ... ويابرد تلك في كبد المجد

لك الله أن كانت عداتك بعضها ... لبعض فكل منهم جميعاً إلى فرد

يهودا أو كانت بربراً فانقضى الظبى ... ونبهم منها بألسنة لد

أقول وقد نادى ابن اسحاق قومه ... لأرضك يرتاد المنية من بعد

لقد سلكت نهج السبيل إلى الردى ... ظباء دنت من غابة الاسد الورد

كأني بباديس قد حط رحله ... إلى الفرس الطاوي من الفرس النهد

إلى الفرس الجاري به طلق الردى ... سريعاً غنياً عن لجام وعن لبد

يحن إلى غرناطة فوق متنه ... كماحن مقصوص الجناح إلى الورد

وما الملك إلا حلية بك حسنها ... والا فما فضل السوار بلا زند

ولا عجب أن لم يدن لك مارق ... فليس جمال الشمس في الأعين الرمد

هنيأً ببكر في الفتوح نكحتها ... وما قبضت غير المنية من نقد

تحلت من السيف الخضيب بصفحة ... وقامت من الرمح الطويل على قد

ودونكها من نسج فكري حلة ... مطرزة العطفين بالشكر والحمد

ألذ من العذب القراح على الصدى ... وأطيب من وصل الهوى عقب الصد

وما هذه الأشعار إلا مجامر ... تضوع فيها للندى قطع الند

وكنت نثرت الفضل في وإنما ... نثرت سقيط الطل في ورق الود

وما أنا باغ من نداك بقدر ما ... يضاف لتأميلي ويعزى إلى ودي

فأقسم لو قسمت جودك بيننا ... على قدر التأميل فزت به وحدي

قنعت بما عندي من النعم التي ... يفسرها قولي قنعت بما عندي

وله يمدح المعتمد:

أفي كل يوم تحفة وتفقد ... بفضل نوال واهتبال يؤكد

تبرعت بالمعروف قبل سؤاله ... وعدت بما أوليت والعود احمد

أما وصنيع زارني بجماله ... حديث كما هب النسيم المغرد

لقد هز أعطاف القوافي وهزني ... إلى شكر احسان أغيب فيشهد

وان أنا لم أشكرك صادق نية ... تقوم عليها آية النصح تعضد

فلا صح لي دين ولا بر مذهب ... ولا كرمت نفسي ولا طاب مولد

ومر ابن عمار على ابن عيسى بن لبنون في بعض أسفاره وكان بينهما اتحاد ومودة أكيدة فلم يعج إلى فنائه فكتب إليه يعاتبه بقوله:

ختمت بعصرك عصر الأجاد ... وعنت لذكراك ألسن الوراد

وسبقت أملاك الزمان على مدى ... ضلوه حتى كنت أنت الهادي

وغدوت أكثرهم حسوداً في العلى ... أن الكريم طليبة الحساد

وبدا بفضلك نقص كل معاند ... تتبين الأشياء بالأضداد

وقفت بمغناك العيون فلاحظت ... أسد العرين به وبدر النادي

وأتتك وافدة الرجال فقابلت ... أمل الحريص ونجعة المرتاد

وصدرن قد حملن عنك عوارفاً ... أصبحن كالأطواق في الأجياد

<<  <   >  >>