للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من جاد بالمال مال الناس قاطبة ... إليه والمال للإنسان فتان

من سالم الناس يسلم من غوائلهم ... وعاش وهو قرير العين جذلان

من كان للعقل سلطان عليه غدا ... وما على نفسه للحرص سلطان

من مد طرفاً بفرط الجهل نحو هوى ... أغضى على الحق يوماً وهو خزيان

من استشار صروف الدهر قام له ... على حقيقة طبع الدهر برهان

من يزرع الشر يحصد في عواقبه ... ندامة والحصد الزرع أبان

من استنام إلى الأشرار قام وفي ... قميصه منهم صل وثعبان

كن ريق البشر إن الحر زينته ... صحيفة وعليها البشر عنوان

ورافق الرفق في كل الأمور فلم ... يندم رفيق ولم يذممه إنسان

أحسن إذا كان إمكان ومقدرة ... فلن يدوم على الإحسان إمكان

فالروض يزدان بالنور فاحمه ... والحر بالحلم والإحسان يزدان

صن حر وجهك لا تهتك غلالته ... فكل حر لحر الوجه صوان

دع التكاسل في الخيرات تطلبها ... فليس يسعد بالخيرات كسلان

لا ظل للمرء أحرى من تقى ونهى ... وإن أظلته أوراق وأغصان

والناس أعوان من والته دولته ... وهم عليه إذا عادته أعوان

سبحان من غير مال باقل حصر ... وباقل في ثراء المال سحبان

لا تودع السر وشاء به مذلاً ... فما رعى غنماً في الدو سرحان

لا تحسب الناس طبعاً واحداً فلهم ... غراء لست تحصيها وألوان

ما كل ماء كصداء لوارده ... نعم ولا كل نبت فهو سعدان

لا تخدشن بمطل وجه عارفة ... فالبر استوى فيه إسرار وإعلان

فللتابير فرسان بها ركضوا ... فيها أبروا كما للحرب فرسان

وللأمور مواقيت مقدرة ... وكل أمر له حد وميزان

كفى من العيش ما قد سد من عوز ... ففيه للحر غنيان وقنيان

وذو القناعة راض عن معيشته ... وصاحب الحرص إن أثرى فغضبان

حسب الفتى عقله خلا يعاشره ... إذا تحاماه إخوان وخلان

هما رضيعا لبان حكمة وتقى ... وساكناً وطن مال وطغيان

إذا نبا بكريم موطن فله ... وراءه في بسيط الأرض أوطان

يا ظالماً فرحاً بالعز ساعده ... إن كنت ما بينها لا شك ظمآن

لا تحسبن سروراً دائماً أبداً ... من سره زمن ساءته أزمان

يا رافلاً في الشباب الوحف منتشياً ... من كأسه هل أصاب الرشد نشوان؟

لا تغترر بشباب رائق خضل ... فكم تقدم قبل الشيب شبان

ويا أخا الشيب لو ناصحت نفسك لم ... يكن لمثلك في الإسراف إمعان

هب الشبيبة تبلي عذر صاحبها ... ما عذر أشيب يستهويه شيطان

وكل كسر فإن الدين يجبره ... وما لكسر قناة الدين جبران

خذها سوائر أمثال مهذبة ... فيها لمن يبتغي التبيان تبيان

ما ضر حسانها والطبع صائغها ... إن لم يصغها قريع الشعر حسان

ومنها لامية الشيخ اسماعيل بن أبي بكر المقري الزبيدي وهي قوله:

زيادة القول تحكي النقص في العم ... ومنطق المرء قد يهديه للزلل

إن اللسان صغير جرمه وله ... جرم كبير كما قد قيل في المثل

فكم ندمت على ما كنت قلت به ... وما ندمت على ما لم أكن أقل

وأضيق الأمر لم يجد معه ... فتى يعينك أو يهديك للسبل

عقل الفتى ليس يغني عن مشاورة ... كعفة الخود لا تغني عن الرجل

إن المشاور إما صائب غرضنا ... أو مخطئ غير منسوب إلى الخطل

لا تحقر الرأي يأتيك الحقير به ... فالنحل وهو ذباب طائر العسل

ولا يغرنك ود من أخي أمل ... حتى تجربه في غيبة الأمل

إذا العدو أحاجته الأخا علل ... عادت عدواته عند انقضاء العلل

لا تجز عن لخطب ما به حيل ... تغني وإلا فلا تعجز عن الحيل

لا شيء أولى بصبر المرء في قدر ... لا بد منه وخب غير منتقل

لا تخبرن على ما فات حيث مضى ... ولا على فوت أمر حيث لم تنل

فليس تغني الفتى في الأمر عدته ... إذا تقضت عليه مدة الأجل

وقدر شكر الفتى لله نعمته ... كقدر صبر الفتى للحادث الجلل

وإن أخوف نهج ما خشيت به ... ذهاب حرية أو مرتضي عمل

<<  <   >  >>