للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

:

{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥)} [الشّعراء]، وأمره بالدُّعاء لهم، فقال: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (١٠٣)} [التّوبة]، وأن يكون بهم حفيّاً فيبدأهم بالسَّلام، فقال: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ (٥٤)} [الأنعام]، وأن يصبر نفسه معهم، فقال: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ (٢٨)} [الكهف]. وأمره أن يعفو عنهم، وأن يستغفر لهم، وأن يشاورهم في الأمر، فقال له: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ (١٥٩)} [آل عمران].

وقد علَّمنا الله تعالى العَفْوَ عنهم عمَّا كان منهم، فقد عفا سبحانه عن الَّذين تولّوا منهم يوم أُحد، فقال تعالى: {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (١٥٢)} [آل عمران]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٥٥)} [آل عمران].

فاعف عن زلّاتهم إن وجدت فهم بَشَر، واستغفر لهم، فجدير بالعفو مَنْ عفا الله تعالى عنه.

فإذا عرفت أنَّ الآيات تكاثرت في بيان فضلهم فلا عذر لك عند الله تعالى إذا وقعت فيهم، أو في أحد منهم، {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ (٢٧٥)} [البقرة].

واعلم أنَّ الله تعالى لم يأمر باتِّباع كتب التَّاريخ، وإنَّما قال لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم -: {اتَّبِعْ

<<  <   >  >>