للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع هؤلاء الّذين فارقوا العقل وعارضوا النَّقل، وقال الله تعالى حاكياً عنهم: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (١٠)} [الملك]، ولذلك نفى الله تعالى عن قوم عَاد الأسماع والأبصار والعقول لمَّا لم ينتفعوا بهَا، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ (٢٦)} [الأحقاف].

ومن أسباب النَّجاة: الاستعانة بالصَّبر والصَّلاة، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣)} [البقرة]. فالصَّبر يحمل على كظم الغيظ، والعفو عن النَّاس، والإحسان إليهم، والصَّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.

وما اسْتُدْفِع شرٌّ، ولا استُجْلِبَ خيْر، بمثل الصَّبْر والصَّلاة؛ فالصَّلاة صِلة بالله تعالى، والصَّابرون وجبت لهم معيَّة الله تعالى، فظفروا بها بخير الدّنيا وخير الآخرة، وفي التّنزيل، قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ (٢٠)} [الفرقان]. ولا يخفى خروج الاستفهام إلى معنى الأمر، أي اصبروا.

ومن أسباب النَّجاة: الدّعاء والاستغفار والتّوبة، قال تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا (٤٣)} [الأنعام].

فهذا نبيّ الله يونس - عليه السلام - لمَّا التقمه الحوت، ووقع في محنة يا لها مَا أَضَرَّها، دعا الله تعالى بدعاء فكفاه بأسها ووقاه شرَّها، قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ

<<  <   >  >>