مَوْلَاةً لِعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) الْأَنْصَارِيَّةِ (يُقَالُ لَهَا: رُقَيَّةُ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا خَرَجَتْ مَعَ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) مَوْلَاتِهَا (إِلَى مَكَّةَ قَالَتْ: فَدَخَلَتْ عَمْرَةُ مَكَّةَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ) ثَامِنَ الْحَجَّةِ، (وَأَنَا مَعَهَا، فَطَافَتْ بِالْبَيْتِ، وَ) سَعَتْ (بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ دَخَلَتْ صُفَةَ الْمَسْجِدِ) - بِضَمِّ الصَّادِ - مُفْرَدَةُ صُفَفٍ كَغُرْفَةٍ، وَغُرَفٍ، قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: مُؤَخَّرُ الْمَسْجِدِ، وَقِيلَ: سَقَائِفُ الْمَسْجِدِ، (فَقَالَتْ: أَمَعَكَ مِقَصَّانِ؟) بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَفَتْحِ الْقَافِ، وَالصَّادِ الْمُشَدَّدَةِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْمِقَصُّ الْمِقْرَاضُ، وَهُمَا مِقَصَّانِ: (فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَتْ: فَالْتَمِسِيهِ) : اطْلُبِيهِ، (فَالْتَمَسْتُهُ حَتَّى جِئْتُ بِهِ) إِلَيْهَا، (فَأَخَذَتْ) بِهِ (مِنْ قُرُونِ) ، أَيْ ضَفَائِرِ (رَأْسِهَا) فِي الْمَسْجِدِ إِرَادَةً لِلسَّتْرِ، وَالْمُبَادَرَةِ بِالتَّقْصِيرِ، وَالْإِحْرَامِ مِنَ الْمَسْجِدِ بِالْحَجِّ، (فَلَمَّا كَانَ) وُجِدَ (يَوْمُ النَّحْرِ ذَبَحَتْ شَاةً) عَنْ تَمَتُّعِهَا، زَادَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ الْقَاسِمِ لِلْمُوَطَّأِ، قَالَ مَالِكٌ: أَرَاهَا كَانَتْ مُعْتَمِرَةً، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ تَأْخُذْ مِنْ شَعْرِ رَأْسِهَا بِمَكَّةَ، يَعْنِي أَنَّهَا دَخَلَتْهَا بِعُمْرَةٍ، وَحَلَّتْ مِنْهَا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ، فَوَجَبَ تَقْصِيرُ شَعْرِهَا لِلْعُمْرَةِ، وَالْهَدْيُ لِلتَّمَتُّعِ لِإِحْرَامِهَا بِالْحَجِّ، قَالَ أَبُو عُمَرَ: أُدْخِلَ هَذَا هُنَا شَاهِدًا عَلَى أَنَّ مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ شَاةٌ، لِأَنَّ عَمْرَةَ كَانَتْ مُتَمَتِّعَةً، وَالْمُتَمَتِّعُ لَهُ تَأْخِيرُ الذَّبْحِ إِلَى يَوْمِ النَّحْرِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute