للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[كِتَابُ الْعِلْمِ] [بَابُ مَا جَاءَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ]

بَابُ مَا جَاءَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ

حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ أَوْصَى ابْنَهُ فَقَالَ يَا بُنَيَّ جَالِسْ الْعُلَمَاءَ وَزَاحِمْهُمْ بِرُكْبَتَيْكَ فَإِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْقُلُوبَ بِنُورِ الْحِكْمَةِ كَمَا يُحْيِي اللَّهُ الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ بِوَابِلِ السَّمَاءِ

ــ

٥٩ - كِتَابُ الْعِلْمِ

١ - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ

قَدْ جَاءَ فِي طَلَبِهِ، وَالْحَثِّ عَلَيْهِ، وَالتَّرْغِيبِ فِيهِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ مَرْفُوعَةٌ، وَفِي الْقُرْآنِ آيَاتٌ لَمْ يَذْكُرِ الْإِمَامُ شَيْئًا مِنْهَا فَتَبِعْتُهُ، وَحَسْبُكَ قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ» "، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَأَصْحَابُ السُّنَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا: " «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَصْنَعُ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» ".

١٨٤٢ - (مَالِكٌ أَنَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ) الْحَبَشِيَّ، أَوِ النَّوْبِيَّ الْعَبْدَ الصَّالِحَ كَانَ فِي عَصْرِ دَاوُدَ عَلَى الصَّحِيحِ مَرَّ بَعْضُ تَرْجَمَتِهِ قَرِيبًا، (أَوْصَى ابْنَهُ) ، قَالَ السُّهَيْلِيُّ: اسْمُهُ بَارٌ بِمُوَحَّدَةٍ، وَرَاءٍ مُهْمَلَةٍ، وَقِيلَ فِيهِ بِالدَّالِ فِي أَوَّلِهِ، وَقِيلَ: اسْمُهُ أَنْعَمُ، وَقِيلَ: شَكُورٌ، وَقِيلَ: أَسْلَمُ كَمَا فِي الْفَتْحِ.

(قَالَ: يَا بُنَيَّ جَالِسِ الْعُلَمَاءَ، وَزَاحِمْهُمْ بِرُكْبَتَيْكَ) عِبَارَةً عَنْ مَزِيدِ الْقُرْبِ مِنْهُمْ.

(فَإِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْقُلُوبَ بِنُورِ الْحِكْمَةِ) ، هِيَ تَحْقِيقُ الْعِلْمِ وَإِتْقَانُ الْعَمَلِ، وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} [لقمان: ١٢] (سورة لُقْمَانَ: الْآيَةُ ١٢) ، قَالَ: التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ، قَالَ النَّوَوِيُّ: فِيهَا أَقْوَالٌ كَثِيرَةٌ صَفَا لَنَا مِنْهَا أَنَّهَا الْعِلْمُ الْمُشْتَمِلُ عَلَى الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ، مَعَ نَفَاذِ الْبَصِيرَةِ، وَتَهْذِيبِ النَّفْسِ، وَتَحْقِيقِ الْحَقِّ لِلْعَمَلِ، وَالْكَفِّ عَنْ ضِدِّهِ، وَالْحَكِيمُ مَا حَازَ ذَلِكَ، انْتَهَى مُلَخَّصًا.

(كَمَا يُحْيِي) - بِضَمِّ أَوَّلِهِ - (اللَّهُ) تَعَالَى (الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ) بِالنَّصْبِ، وَالتَّخْفِيفِ، وَيُثَقَّلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>