حسناءُ قد عامَتْ وأرْخَتْ شعرَها ... في لُجَّةٍ والمَوْجُ فيها يلْعَبُ
وقوله:
كأنما الأغْصانُ لمَّا انْثنَتْ ... أمام بَدْرِ التّمِّ في غَيْهبِهْ
بنتُ مَليكٍ خلْف شُبَّاكِها ... تفَرَّجتْ منه على مَوْكِبهْ
وللسيد في الغزل:
ولما تفاوضْنا الحديثَ عشِيَّةً ... ومالتْ بعِطْفيْه المُدامةُ فاسْتغْفَى
وضعتُ له كفِّي فوسَّد نَغْنُغاً ... تناهتْ به مائِيَّةُ الحُسْنِ فاستكْفَى
وكنتُ أُراعيه بلحْظِى تسَرُّقاً ... فمَّلكْتُ طَرْفِي منه من بعْدِ ما أغفَى
وله:
قد لوى جِيدَه حَياءً وحيَّى ... بكؤُوسِ المُدامِ كأْساَ فكأْساَ
ففَضضْتُ اليدين عن يانع الزه ... رِ لمعنىّ أجِدْ لي فيه أُنْسَا
نُغْنُغٌ في نَصاعةِ الزهرِ مَرْآ ... هُ لعيني وكالحريرِة مَسَّا
وله:
قُمْ وسَقِّ المُدامَ كُوباً فكُوبَا ... فخطيبُ الرِّياضِ أضْحَى طَرُوبَا
والنَّواويرُ في الأكِمَّةِ تُجْليِ ... حَبَباً من لُجيْنِها مقْلوبَا
غيرَ أن الرياحَ قد مزَّقتْ عنْ ... د اعْتِناقِ الغصونِ منها الجيُوبَا
وله:
توسَّمْتُه لما تكامل حسنُه ... وقد رقْرقتْ فيه الشَّبِيبةُ ماءَها
فخلْتُ بأن الحَوْلَ حان رَبيعُه ... وأن الرِّياضَ الحَزْنَ أبْدتْ رُواءَها
فنفَّسْتُ عن طير الجوى بتأَوُّهي ... وأرْسلتُ عيني بالدموعِ وراءَهاَ
وله:
نبَّهْتُه سَحَراً والكأسُ فوق يدي ... والعودُ مصْطخِبُ الأوتار يُجْليِه
فرفَّع الجيدَ عن كفِّي وقد فتَرتْ ... أطْرافُه وأنا أُدْنِيه من فيهِ
كما ترفَّع غصنُ الْيان مُنْتصِباً ... حالاً فحالاً إذا ما رُحْتَ تْثنِيهِ
وله:
وأهْيفَ مغْنوجِ اللَّواحظِ مُتْرفٍ ... رَهِيفِ التَّثَنِّي ناهَز العشْرَ في السِّنِّ
دَعاني إلى باكُورةِ الحسْنِ صَغرُه ... ولم أرَ شيْئاً مثلَ باكورِة الحُسْنِ
وله في راقص:
وأهْيفَ مهْضومِ الحشَا كاد رقْصُه ... يُحكِّم فينا السِّحْرَ من كلِّ جانبِ
يسيلُ به نَقْلُ الخُطَا فترُدُّه ... رَجاجةُ أعْكانٍ له ومَسارِبِ
ومما أنشدنيه من لفظه لنفسه هذه الأبيات، أحسن فيها المراجعة كل الإحسان:
وجليسٍ مَنَّيْتُه طَرَف الأُنْ ... سِ وذكَّرتُه قديمَ العهودِ
قلتُ كيف النَّديمُ قال يُحَيَّى ... ويُفدَّي بأنْفُسٍ وجُدودِ
قلتُ كيف المُدامُ قال مع الرَّيْ ... حانِ حيَّ بنَرْجِسٍ وورودِ
قلت والنَّقْل قال تقْبِيل خَدٍّ ... من حبيبٍ ورشْفُ ثَغْرٍ بَرُودِ
قلتُ والطِّيب قال طَشٌّ من الما ... وَرْدِ يُزْجِي سحابَ نَدٍّ وعُودِ
قلت كيف القِيانُ قال إلَيْهنَّ ... انْقيادُ الأوتارِ عند النَّشِيدِ
قلت كيف الغِناءُ قال تظرَّفْ ... ت ولم يْعدُ فيه بيتَ القصيدِ
أشْتهِى في الغناءِ بَحَّةَ حَلْقٍ ... ناعمِ الصوتِ مُتْعَبٍ مَكْدودِ
كأنِينِ المُحبِّ أنْحلَه البَيْ ... نُ فضَاهَى به أنينَ العُودِ
ومن تشابيهه النجومية، قوله من قصيدة، مستهلها:
لعَيْنيْكَ في الأحشاءِ ما نفَث السحرُ ... وللحبِّ في الألبابِ ما فعَل الخمرُ
منها:
كأن المُنَى ماءٌ كأنِّىَ ناهلٌ ... كأن الفَيافي البِيدَ ما بيْنَنا جِسْرُ
كأن الثَّرى أُفْقٌ كأن مَطِيَّتي ... هلالٌ كأن السَّيْرَ غايُته الحشْرُ
كأن نَجاشِيَّ الظلاِم مُتيَّمٌ ... كأنِّى مُلْقًي في ضمائرِه سِرُّ
منها:
ولم يبْقَ لي إلا تَعِلَّة مُعْدِمٍ ... يجاذِبُها من كلِّ ناحيةٍ ذِكْرُ