للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصَدَّ وجازاني على الوُدِّ بالقِلَى ... وأعْرض عني وهْو بالحال يعلَمُ

وبَدَّل مِيثاقي وأضْحى مُجانباً ... يمُرُّ فيَثْني عِطْفَه لا يسلِّمُ

وأَغْدق دمعي وهْو ماءٌ مُمنَّعٌ ... وحَلَّلَ قتْلي وهْو أمرٌ محرَّمُ

عفا اللهُ عنه من بخيلٍ بقُرْبِه ... وسامحه من ظالمٍ ليس يرحمُ

أُقضِّي به عمري مع اليأسِ والمُنى ... ولي من عَذُولي كلَّ وقتٍ مُهيِّمُ

أبِيتُ أُعاني الوجدَ ليلة لم أكُنْ ... بغيْرِ ثَنا فَرْدِ الورى أترنَّمُ

عَنيتُ النقيبَ السيد السَّنَد الذي ... غدا مثلَ بسم الله فهْو مُقدَّمُ

وحيدٌ له الأفْضال طبعٌ وشِيمةٌ ... وفيه انْتهى جودُ الورى والتَّكرُّمُ

إذا كان نُور الشمس لازِمَ جِرْمِها ... فطلعتُه الزهراءُ نُورٌ مجسَّمٌ

ونادِيه روضٌ بالفضائل مُزهِرٌ ... لسانِيَ فيه البَلْبُلُ المترنِّمُ

تُعطِّر هّبَّاتِ النسيمِ خِلالهُ ... فليْست بعَرْفٍ غيرِها تتنسَّمُ

ويفْترُّ عن لأْلاءِ بِشْرٍ كأنه ... مُقبَّلٍ شَادٍ ألْعَسٍ يتبسَّمُ

أمولايَ أنت الناسُ يا فوق فَوْقهم ... لأنَّك للطلاب رزقٌ مقسَّمُ

هواك بقلبي ليس يبْرَح لحْظَةً ... به أبْتدِي الودَّ الصحيحَ وأخْتِمُ

ولي في عُلاك الباهر المجْدِ في الورى ... عقودُ كلامٍ بالثناء تُنظَّمُ

قَوافٍ إذا ما أُنشِدتْ بين أسرةٍ ... فقُسٌّ لديْها بالفصاحة أبْكمُ

وما هي إلا الزّاهراتُ فلو بدتْ ... لقامتْ مقام الزُّهْرِ والليلُ مظلِمُ

تمتَّع بها من مادحٍ ليس يرْتجِي ... من الدهرِ شيئاً غيرَ أنَّك تسلَمُ

وحسبُك شُكْرِي ما بقيتُ على المدى ... وقلبي وأعْضائي تصدِّق والفَمُ

فكتب إلي مراجعا بقصيدة على رويها، وكنت مريضا، وهي:

حسْبُ المُنى حيث الحوادثُ نُوَّمُ ... وحواسدِي وعواذِلي واللُّوَّمُ

وافْتنِيَ الحسناءُ في دَاجِي ذَوا ... ئبِها وللأشْواقِ فيَّ مُخيَّمُ

عذراءُ وافَتْ وهي تخْترق الضِّيا ... من وجهِها مُذْ لاح فيه تبَسُّمُ

فتعطَّرت منها الرُّبوعُ وفاض في ... أنْحائها منها السَّنا يتنَسَّمُ

ولَطالَما راقبْتُ من وَلَهِي بها ... طَيْفاً يُلِمُّ بزَوْرة تُتغنَّمُ

ومن اغْتذى ضَرْعَ الهوى هل عَيْنُه ... يوماً بتَهْويمِ الكرَى تتنعَّمُ

كَلاَّ إِذا الأحْشاء خامَرَها الهوى ... قِدْماً فلاَعِجُه بها متضرِّمُ

وافتْ فحُقَّ ليَ الهناءَ بها كما ال ... واشون حُقَّ لهم بذاك توغُّمُ

فغدوتُ ذا طَرَبٍ قريرَ العين سِلْ ... كُ الشَّمْلِ بالاحباب لي مُتنظِّمُ

لا بِدْعَ أن أزْهُو إذاً وأجُرُّ ذَيْ ... لَ العُجْبِ تِيهاً والهوى أتهكَّمُ

وأمِيدَ نَشْواناً بكأسِ حديثها ... وثناءِ ناظِم عِقْدها أترنَّمُ

لِم لا أكنْ بثَنائِه مُترنِّماً ... وهو الأمينُ وبالمُنى المتكرِّمُ

الأرْيَحِيُّ المَكرُمات ومن حوَى ... حسنَ الحُلا فيها غدا يتوسَّمُ

رَبُّ الفصاحةِ والنباهةِ مَن غدا ... وله من الفضل الجسيمِ تجسُّمُ

ما اللطفُ في النَّسَمات إِلا من كَرِي ... مِ خِلالِه وبعَرْفها تتنسَّمُ

تخِذَ التَّطوُّل بالمكارِم عادةً ... فكأنه كِلفٌ بذاك مُتيَّمُ

لا غَرْوُ أن ملأتْ محامدُه المسا ... مِعَ واسْتلذَّ سماعَها المترنِّمُ

يافرعَ أبناءِ الكرام ومَن لهم ... في كل مجدٍ رُتبةٌ وتقدُّمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>