بُشْراك ما أُوتِيتَ من أجْرٍ بما ... عاينْتَ من وَصَبٍ عِدَاك يُيِّممُ
فتهَنَّ مأجوراً ومسروراً بعا ... فيةٍ أتتْك فلا عدَتْك تعمّمُ
وعَدَتْك أسْقامٌ عَنَتْك وللعِدَى ال ... عادِين وافتْ بينهم تتقسَّمُ
وبِقيتَ في ظلِّ التَّهانِي سالماً ... والعيشُ مُخَضرّاً لديْك مُخِّيمُ
وإِليْكَها قُسِّيَّةً ألفاظُها ... كالدُّرِّ في سِلْكِ الثناء تُنظَّمُ
جادت بها منِّي قريحةُ مُوقِنٍ ... بجُمودها إِذ جاء منك مُهيِّمُ
فاعذُر وكن بثنائها متمتِّعاً ... حسَب المُنَى حيث الحوادثُ نُوَّمُ
فكتبت إليه معتذراً عن مراجعته بقصيدة: لعارض المرض، وما أقول إلا كما قال الديباجي: كلامي في خطابه مماثل لانعكاس الناظر، ورد الفوارة ماء الغمام الماطر:
ليس فَمي فيك يبلغ الشكرَا ... من بعد ما قد ملأْتَهُ دُرَّا
بعثْتَ لأي بالحياة في كَلِمٍ ... يزيد في العمر لطُفها عُمْرَا
من كل لفظٍ في اللفظِ أحسَبُه ... ينفُث هاروتُ منه لي سِحرَا
لم تصْطنِع جَبْرَك القلوبَ لمن ... يدعوك إِلاَّ وتقْتني أجْرَا
يا من هو الروضُ في خلائقِه ... يَعْبَق من نَسْمةِ النَّدَى نَشْرا
شَوْقى لتقْبِيل راحتْيك لقد ... جاوزَ حتى لم يُبْقِ لي صَبْرَا
لكنَّ عُذْرى إليك مُتَّضِحٌ ... فاقبَلْ حَماك الإله لي عُذْرَا
فبعث إلي بهذه الأبيات:
أيُّها المُوسِعُ المنى بِشْرَا ... دُمْتَ تْستنِطق اللَّهَي شُكْرَا
ودام ثغرُ الوِاداد يْبَسم من ... بِشْر مُحيَّاك لافِظاً دُرَّاً
وحبَّذا منك ذا لآملهِ ... فْهو لَعَمْري ينافِس الشِّحْرَا
لقد منحت المُحِبَّ منك بما ... أثْلَج منه الفؤادَ والصدرَا
مِن كل لفظٍ في اللطفِ أحْسَبُه ... ينفُث هاروتُ منه لي سِحْرَا
فدُمْ لنا روضةً نُسَرُّ بها ... ومِن رُباها نسْتنشِق العِطْرَا
وفيك ما دامتْ لنا الُمَنى أَمَمٌ ... إن نْلتُها كان لي بها البُشْرَى
وكتب إلي يستدعيني إلى منتزه:
أنعم اللهُ للْجناب صَباحَهْ ... وبإسْعادِه أراش جناحَهْ
وحَبانَا حَسْبَ المُنى بأمالي ... هـ وآدابِ فضْله المستباحَهْ
وأقرَّ العيونَ منَّا بما مِن ... غَضِّ آدابهِ أجاد اقْتراحَهْ
يا أمينَ الكمال وابنَ ذوي الفضْ ... لِ وخِدْنَ العُلى ورَبَّ الفصاحَهْ
لا عدِمْتُ الوفاءَ منك بأوفى ... صِدْقِ عهد يُجدِي إلىَّ نجاحَهْ
فأجِبْ داعياً إلى منزلِ القصْ ... ف صباحاً لكي ننال رَباحَهْ
مُسْعِداً حظَّه ببِشْرٍ ولُطفٍ ... بهما الصدرُ راح يلْقَى انْشِراحَهْ
وابْقَ سَلْماً خَدِيمُك السَّعْدُ ما أسْ ... عَد خِلُّ إلى خليلٍ صباحَهْ
فخطابته مرتجلاً:
أسعد اللهُ من تكون صباحَهُ ... فمُحيَّاك للصباحِ صَباحَهْ
بأبي أنت وأمي رائِشاً لجناحي ... في زمانٍ عدمْتُ فيه نجاحَهْ
كان قِدْماً جوادُ حَظِّي جَمُوحاً ... فلأنْتَ الذي أزَحْتَ جِماحَهْ
قد أتْتني أبياتُك الغُرُّ تخْتا ... لُ وقد أُوِتيَتْ جميعَ الملاحَهْ
مُبْدَعاتٍ لا يبرحُ الطرفُ عنها ... فهْى قَيْدُ النَّواظر اللَّمَّاحَهْ
كلُّ لفظٍ منها كوُسْطَى نِظامٍ ... زَيَّن العقْدُ منه جِيد الفصاحَهْ
قد دعتْني إلى اغْتنام عُهودٍ ... أنا منها في غِبْطةٍ وارْتياحَهْ
ألْفُ سَمْعٍ وطاعةٍ ولك الأمْ ... رُ الذي ما برحْتُ أرجو نجاحَهْ