للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجميلُ الخِلال لا يرْتضينِي ... وقبيحُ الخلال لا أرْتضيهِ

فالبَرايا لذاك أو ذا جميعا ... لي خُصوم من عاقلٍ أو سفيِه

ومن مقطعاته قوله:

علَّةُ شيْبي قبل إبَّانِه ... هجرُ حبيبي في المقال الفَصيحْ

ويجعل العلَّةَ في هجْرِه ... شْيبى وفي ذلك دَوْرٌ صحيحْ

هذا الدور دار على الألسنة قديما حديثا، ومن مشهوره قول بعضهم:

مسألةُ الدَّوْرِ جَرَتْ ... بيني وبين من أُحِبّ

لولا مَشِيِبيَ ما جفا ... لولا جَفاه لم أشِبْ

ومثله لأبي العباس خطيب جامع دمشق:

مسائلُ دَوْرٍ شيْبُ رأسِي وهجرُها ... وكلٌّ على كلٍّ له سبَب يُنْبِي

فأُقْسِم لولا الهجر ما شاب مَفْرِقي ... وتُقسِم لولا الشَّيب ما كرهتْ قُرْبِي

وله:

واعجباً منَّا ومن حُبِّنا ... للْمال ما ذلك إلا بَوارْ

فآخِر الدرهمِ هَمٌّ يُرى ... وآخرُ الدنيا ولا شك نارْ

البيت الثاني من الأول:

النارُ آخرُ دينارٍ نطقْتَ به ... والهمُّ آخر هذا الدرهم الجارِي

والمرءُ ما دام مشْغوفاً بحبِّهما ... معذَّبُ القلب بين الهمِّ والنارِ

وله:

المرءُ لا يسلمَ من حاسدٍ ... أو شامتٍ في العسر واليُسرِ

فهو على الحالْين لا بدَِّ أن ... يْلحقه نوعٌ من الشرِّ

وله:؟ وإذا كانت الحياةُ إلى الموْ - تِ فقَصْرُ الآمالِ أوْلى وأحْرَى

فالخطايا تزْداد والعيشُ ضَنْكٌ ... فهْو أولَى لا شكَّ أُولى وأُخْرَى

وله:

كلُّ اُمريءٍ دون أمْرَ يْ ... نِ من الأنام مُقصِّرْ

إمَّا اْمرؤٌ متوكِّلٌ ... أو آخَرٌ متهوِّرْ

وله:

ما صفا الدهرُ لامريءٍ ... قَطُّ يوماً من البشَرْ

فإذا مَشْربٌ صفَا ... عانَد الدهرُ في أُخَرْ

وله:

مالي على هَجْرِك من طاقةٍ ... ولا إلى وَصْلِك من مَقْدرَهْ

لكنني ما بين هذا وذا ... فرَّطتُ في دُنيايَ والآخَرهْ

وله في السيد خلف بن مطلب، وأجاد في التورية:

إذا جرى ذكرُ ذي فضلٍ ومَكرُمةٍ ... ممَّن مضى قلتُ خَلُّوا ذكرَ من سلَفَا

الحمدُ لله أهلِ الحمد إنَّ لنا ... عن كلِّ ذي كَرَمٍ ممن مضَى خلَفَا

وله في مداد أحمر على ورق أصفر:

مَدمعي مثلُ مِدادي والورقْ ... لوْنه لَوْني ولكني أرَقّ

طلَّق النومُ جفوني فلذا ... عُوِّضتْ عنه بتزْوِيج الأرَقْ

ولبعضهم، وقد أعطى بعض الشعراء جائزة في كاغد أحمر:

جائزتي في كاغدٍ أح ... مرَ وارِدٍ عليْكْ

أُشْرِبَ بعضَ خجْلتي من ... قِلَّة المُهدَى إليْكْ

ويستظرف قول الحسن البورينيّ، وقد كتب يستدعى بعض خلانه بفرصاد لكونه لم يجد حبراً:

يا طرائرَ الْبان خُذ منِّي مكاتبةً ... ضَعْها لدى منْزِل الظَّبْيِ الذي سَنَحَا

هي الشكايةُ من داءِ الغرام وقد ... كتْبتُها بدمِ القلب الذي جرحَا

ولنجيب الدين:

جُبْتُ البلاد فما وجدْ ... تُ بها صديقاً صادقَا

يا قلبُ فاحذَرْ لا تكن ... منها بِخِلٍّ واثِقَا

وله:

هو الدهرُ ربُّ الجاهِ فيه أخو الفضلِ ... ولو أنه عارٍ من الدين والعقلِ

وربُّ الحِجى والفضلِ والعلمِ والتقى ... إذا ما خَلا منه فذاك أبو جهلِ

وقال في رحلته، عند ذكر أمير المؤمنين، كرَّم الله وجهه:

وقلتُ فيه بيت شعرٍ وَصْفا ... يحصُل منه أربعون ألْفَا

تلْحقها ثلاثةٌ مِئِينا ... كاملةً مضافةً عشرينَا

أبياتُ شِعْرٍ عدُّها كما ذُكِرْ ... والبيتُ هذا فتأمَّل واختبرْ

عليٌّ رَضِيٌّ بَهِيٌّ وَلِيُّ ... صَفِيٌّ وَفِيٌّ سَخِيٌّ عَلِيُّ

يشتمل هذا البيت على أربعين ألفاً وثلاثمائة وعشرين بيتاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>