إن قلباً أنتمُ سُكانُه ... ضاع مني بين شِعْب والقَنانِ
وقوله من خمرية:
هاتِها هاتها سَبِيَّةَ حَوْلٍ ... قد توانتْ ولات حين توانِ
كسقِيط الندى على وجَنات ال ... وردِ أو كالدموع في الأجفانِ
في يدَىْ شادِنٍ رقيقِ الحواشِي ... فوق خدَّيْه وردةٌ كالدِّهانِ
هي في خدِّه سَبِيكُ نُضارٍ ... وبِفِيه عصارةُ العِقْيانِ
منها:
نسخَتْ سحرَ بابلٍ مُقْلتاه ... فتنبَّي في فَتْرَة الأجفانِ
أحسن منه قول التنيسي الأندلسي:
لولا تحدِّيه بآيِة سحرِهِ ... ما كنتُ ممتِثلاً شريعةَ أمرِهِ
رشأٌ أُصدِّقه وكاذبُ وعدِه ... يُبدي لعاشقه أدلَّة عُذْرِهِ
ظهرتْ نُبُوَّةُ حسِنه في فَتْرةٍ ... من جَفْنِه وضلالةٍ من شَعرِهِ
في رُبوع كأنهنَّ جِنانٌ ... عطفتْ حُورَها على الوِلْدانِ
ورياضٍ كأنهنَّ سماءٌ ... أطْلعتْ أنْجُماً من الأُقْحُوانِ
بين وُرْقٍ كأنهن قِيانٌ ... رُكِّبَتْ في حُلوقهنَّ مَثانِي
وغصونٍ كأنهنَّ نَشاوَى ... يترقَّصْنَ عن قُدود الغوانِي
وأقاحٍ كأنهنَّ ثُغورٌ ... يتبسَّمْنَ في وجوهِ الحسانِ
ونسيمُ الصَّبا يصِحُّ ويْعتَلُّ ... على بَرْدِه وحَرِّ جَنانِ
كلما غَنَّتِ البلابلُ فيها ... رقَّص الدمعُ بابلكا أجْفانِي
عطفَتْني على الرياضِ قُدودٌ ... خلعتْ لِينَها على الأغصانِ
يتلقَّانِيَ الأقاحُ بنَشْرٍ ... وغصونُ النَّقا علىَّ حَوانِ
منها:
أين قلبي لا أين إلَّا طلولاً ... أذْهبتْها الرياحُ منذ زمانِ
أذْكرتْني معادهاداً ورُبوعاً ... كاد يَدْمى لذِكْرهنَّ بَنانِي
حيث غُصْنِي من الشبابِ رَطِيبٌ ... وعيونُ المَها إلىَّ رَوانِي
أطرُد النومَ عن جفونٍ نَشاوَى ... بحديثٍ أرَقَّ من جُثْمانِي
وقَوافٍ لو سَاعد الجِدُّ نيِطتْ ... موضعَ الدُّرِّ من رِقاب الغوانِي
سائراتٌ بُيوتُهنَّ على الألْ ... سُنِ سَيْرَ الأمثالِ في البُلدانِ
قُصُدٌ كالفِرِنْدِ في صفَحات الدَّ ... هرِ أو كالشُّنوفِ في الآذانِ
عاصِياتٌ على الطباعِ ذَلُولٌ ... يُتغنَّى بهنَّ في الرُّكْبانِ
ساقَطتْ والندَى يَطُلُّ عليْنا ... من عُيونِ المَها حصَا المَرجانِ
وقوله:
لا يتَّهِمْنِي العاذلون على البُكا ... كم عَبْرةٍ مَوَّهْتُها ببنَانِي
يا مَن يفنِّدني على ابْنِة وائلٍ ... عنِّي إليك فغيرُ شانِك شانِي
آليْتُ لا فتَق العَذول مَسامِعي ... يوماً ولا خاط الكرَى أجفانِي
قالت عُثَيْمة قد كبِرتَ عن الصِّبا ... ما لْلِكبير وصَبْوةِ الشُّبَّانِ
ما الشَّيْبُ إلا كالقَذاةِ لناظرِي ... فقليلهُ وكثيرُه سِيَّانِ
سَلبتْ أساليبُ الصَّبابة من يدِي ... صَبْرِي واُغْرَتْ ناجِذِي ببنَانِي
وقوله:
إذا أبْصرتُ شخصَك قلتُ بدرٌ ... يلُوح وأنت إنسانُ العيونِ
جرى ماءُ الحياة بِفِيكَ حتى ... أمِنتُ عليك من رَيْب المَنونِ
وقوله:
هل في القضيَّةِ أن يُشايِعك العِدَى ... في ليلةٍ ناجيتُ فيك سُهاهَا
هَبْ أن للشامِيِّ فيها بالسُّهَا ... نَسَباً فأين همُ وبدرُ دُجاهَا
ليت التي بعثَتْ إلىَّ خَيالَها ... أذِنتْ لعيني أن تذُوق كَراهَا
وقوله:
طرقتْ تخطَّي رِقْبةَ الواشِين بي ... وعيونُهم مَطْروفةٌ بكرَاهَا
وأنا ومَوَّار اليديْن نلُوذ في ... سُجْفِ الخياِم كأننا طُنْباهَا