للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فناضَلْتُه والرَّكْبُ بين مُفوِّقٍ ... وآخَر مقْرُوحِ الجوانحِ دَامي

أصابتْ وكانت لا تُصِيبُ سِهامُه ... وطاشَتْ وكانت لا تَطِيشُ سِهامي

كذا الغيدُ يا عَثْماءُ إمَّا مُهاجِرٌ ... وإما خَتُولٌ لا يَفي بذِمامِ

وقوله:

لمن العِيسُ جُفَّلا كالنعامِ ... يترجَّحْن خِلْفةَ الآرامِ

يرْتقصْنَ الخُطى ارْتقاصَ بَناتِ الشَّ ... وقِ تحت الحشَى على الآكامِ

ووراءَ السُّجوف كلُّ أَناة الْ ... خَطْوِ حَيُّ الحياءِ مَيْتُ الكلامِ

كدُمَى العاجِ في المحاريب أو كالزَّ ... هرِ غِبَّ القِطار في الأكمامِ

قد تقنَّعْنَ في الشُّفوف كما قُنِّ ... عَ بدرُ الدجى بذيل الغمامِ

ما عهِدْنا الظِّباء ترفُل في الوَشْ ... ىِ ولا الوَحْشَ في البُرَى والخِزامِ

قُسِّم الحسْن بين قاصِرة الطَّ ... رفِ وأخرى مقصورةٍ في الخيامِ

منها:

كلُّ هَيْفاء حيث يُعتقَد الحبُّ ... سريع الخُطَى بطئ القيامِ

كلَّما أقْصدتْ فؤادَ كَمِىٍّ ... بسَمتْ لي عن مْثل حبِّ الغَمامِ

رفعتْ طَرْفها إلىَّ وقالتْ ... بأبي ما أرقَّ قلبَ الشامي

طالعتْ صاحبي ومالتْ إلى السِّرْ ... بِ بطَرْفٍ ولا كطرفَي دَامِي

وسَبْتنِي وما أبَحْتُ حِماها ... بَقوامٍ آهاً له من قَوامٍ

وعيونٍ أعاذَنا اللهُ منها ... لعبتْ بالعقول لعبَ المُدامِ

ورَسِيلٍ يُطيل ناشئةَ الَّلْي ... لِ وناهِيكُما بليْلِ التَّمامِ

ورمتْني وللمنَّية أسبا ... بٌ فلله ما أخفَّ سَقامي

فلْتطُل لَوْعتي عليك ووَجْدِي ... إن قلبي يصحُّ بالأسقامِ

يا نَدِيميَّ بالجَوَاء كِلانا ... لَهناتٍ حسَرتُ عنها لِثامي

أعْفياني من هَجْعة تملأُ العيْ ... نَ غُررواً بِطارقٍ في المَنامِ

زارني والهوى يُخيِّل للعيْ ... نِ سعادا والليلُ مُرْخَى الزِّمام

فوفَى لي بكلِّ ما تشْتهي النفْ ... سُ وولَّى والرَّكْبُ صَرْعَى غرَامِ

زارني في ذُرَا الشآمِ ودارِي ... بالمُنقَّى ودارُها بالرِّجامِ

طاف والليلُ مطبِق بعُراهُ ... يسْتقيل الكرَى من الإلْمامِ

قلتُ للطارِق الذي طرَق الجوَّ ... وشابتْ له فروع الظلام

كبُرتْ يا ظَلُومُ همةُ عيْنٍٍ ... طمعتْ أن تراك في الأحلامِ

وقوله:

رقَّتْ شمائلُه فقلتُ نسيمُ ... وزكَتْ خلائُقه فقلت شَمِيمُ

قصَر الكلامَ على المَلامِ وإنما ... لِلَّحْظِ في وجَناتِه تكْليمُ

شرِقتْ معاطفُه بأمْواه الصِّبا ... وجرى عليه بَضاضَةٌ ونعيمُ

قد كاد تشربُه العيونُ لَطافةً ... لكنَّ سيفَ لِحاظِه مسمومُ

وقوله:

رشَفتْ صُروف الدهر ماءَ نَضارتي ... عَجْلانَ ما أدْمى الفؤادَ وما رَمَى

إن الذي صبَغ الحياءُ بياضَه ... لم يدْرِ كيف غرِقْتُ من خجلٍ دَمَا

إن الذي فارقْتمُوه ولم يمُتْ ... يا عَزُّ كلن أعَقَّ منكِ وأظْلما

وقوله:

يا خليَليَّ دعاني والهوى ... إنني عبدُ الهوى لو تعلمانِ

عَرِّجا نقْضي لُباناتِ الهوى ... في ربوعٍ أقْفرتْ منذ زمانِ

مَربَعٌ أولع عيني بالبكا ... أمَر العينَ به ثم نَهاني

وقُصارَي الخِلِّ وجدٌ وبكا ... فابْكياني قبل أن لا تبكيانِي

يا عُريباً مُنْحناهم أضلُعي ... وغَضاهم نارُ شوقي في جَنانِي

سوَّدُوا ما بين عينى والفَضا ... ومحَوْا عنها سوادَ الدَّيْدَبانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>