نظَرتْ نحْوى ورَقْراقُ السَّنا ... يخطِف الأبْصارَ عن طَرْفٍ كحيلِ
حكم اللهُ لقْلبَيْنا على ... قَلقِ القُرْطِ ووَسْواسِ الحُجولِ
زاد شوقي يا حَماماتِ الِّلوَى ... علِّلِينا ببكاءٍ وعويلِ
أنا أوْلَى بنُواحٍ وبُكا ... لا بُليِتُنَّ بوجْدِي وغَليلِي
ليت شِعْري والأمانيِ ضَلَّةٌ ... هل صَبا نَجْدٍ إلى الغِيد رسولِي
يا صَبا نجد ومَن لي لو وعَتْ ... رَجْعَ قوْلي أو أصاختْ لِسئُولِي
أنْتِ أدْرَى يا هَناتِي بالجوَى ... خبِّريهم يالكِ الخيرُ وقُولِي
لو رأَى وجهَ سُلَيْمَى عاذلِي ... لتفارْقنا على وجهٍ جميلِ
بشَّرتْ سلمى عَذُولي بالنَّوَى ... آهِ مَّما أوْدعتْ سَمْعَ العَذُولِ
وقوله:
يا أخا البدرِ رَوْنقاً وسناءً ... وشقيق المَهَا وتِرْبَ الغزالَهْ
ساعَد الخيرُ يومَ بِعْتُك رُوحي ... لا وعينْيك لستُ أبْغِي إقالَهْ
يا عليلَ الجفون علَّلْتَ قلبي ... زاد عيْنيك عِلَّةً وذَبالَهْ
ما لِعْينِيَّ كلَّما عنَّ ذِكرا ... ك تداعتْ جفونُها الهَطَّالَهْ
جُنَّ طَرْفي مذ غاب عنه مُحيَّا ... كَ جُنونِي فلا تسَلْ ما جرَى لَهْ
كنتُ قبلَ الهوى ضَنِيناً بقلبي ... خدعَتْني لِحاظُك الخَتَّالَهْ
لك قَدُّ القَنا وثغُر الأقاحِي ... وجفونُ المَها وجِيدُ الغزالَهْ
مَن تناسَى بالرَّقْمتْين وِدادِي ... فبعْيني غصونُه المَيَّالَهْ
رُبَّ ليلٍ قصَرْتُه بغَريِرٍ ... حلَّ من عقد زُلْفه فأطالَهْ
مَن عَذِيري في حبِّ طَفْلٍ لَعُوبٍ ... عوَّدُوه سفْكَ الدِّما فحَلالَهْ
كلَّما صدَّ عن سوايَ دلالاً ... صَدَّ عنِّي تبرُّماً ومَلَالَهْ
لستُ أنْسَى يومَ الفِراق وقد أدْ ... ركَ من شمْلنا النوَى آمالَهْ
غصَب البَيْنُ من يدِي كلَّ غُصْنٍ ... سرَق الغصنُ لِينَه واعْتدالَهْ
فَرَّ نَشْوانَ من يدِي يتكَفَّى ... ثقَّل الوردُ غُصْنَه فأمالَهْ
لم تدعْ لَوْعةُ الجوى من حَشاهُ ... من حَصاةِ الفُؤادِ غيرَ ذُبالَهْ
يا لُواةَ الدُّيُون نَفْثةُ مَصْدو ... رٍ أذابتْ أنفاسُه أوْ صالَه
إن ذَوْبَ الجفونِ في أَثَرِ الغا ... دِينَ أوْلَى لناظرِي أوْلَى لَهْ
فلْيَلُمْني العذولُ ما شاء إنِّي ... لستُ لي في هوى الحسانِ وَلَالَهْ.
وقوله:
كِلينِي لهّمٍ لا ينامُ ونامِي ... فما الشامُ إن ضاقتْ علىَّ بشامِ
وما بي سوى أمٍّ رَءُومٍ وجِيرةٍ ... عِزازٍ علينا يا عُثَيْمُ كِرَامِ
وقد كنتُ قبل البَين جَلْداً على النَّوَى ... تطالبني نفسِي بكلِّ مَرامِ
لَصُوقاً بأكْباد الحسانِ مُحَبَّباً ... إلى الغِيد يَحْلُو لي لَهُنَّ كلامي
يقودُونني قَوْدَ الجَنِيب إلى الهَوى ... فما لي مَنْبوذٌ إلىَّ زِمامي
وفي الركْب مَدْلولُ اللِّحاظِ على الحشا ... يُدافِع عن أتْرَابِه ويُحامى
لقد كمَنتْ أمُّ المنايا بلَحْظه ... كمُونَ المنايا في شِفارِ حُسامِ
يُشايعُه من آل كسرى ضَراغِمٌ ... براثنُهم عند اللقاءِ دَوامي
يرُوحون والتِّيجانُ فوق رءُوسِهمْ ... ألا رُبَّ تِيجانٍ زَهَيْنَ بهِاَمِ
برزْتُ الهم والحتْفُ منِّى على شَفَا ... أرى الموتَ خلفي تارةً وأمامي
أُوارِبُ عن صَحْبي وأعلمُ أنَّني ... لَأوَّلُ مقتولٍ بأوَّلِ رامِ