للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعكف في نديها الخضر، يتقلب في العيش النضر.

ويأتي من النظم بما هو أعطر من السحيق، ومن النثر بما هو أبهر من در الحباب على خد الرحيق.

وقد أثبت له من شعره قصيدتين لكل منهما من الحسن علامة، فإحداهما كافية كافية والأخرى لامية عليها من النضار لامة.

فالأولى قوله، وقد مدح بها الامير منجك

مالِكتي تملَّكِي ... النفسُ لم تَملَّكِ

وهْيَ لك أطوعُ من ... رَعيَّةٍ للملِكِ

إن تأمرِي تُطِعْ وإن ... تدْعِي بهب تُلبِّكِ

لِم تسْترين طَلْعةً ... فيها حَلاَ تهتكُّيِ

مَهْلَكِ بي يا مَطْلبِي ... دونَك ألفُ مَهْلَكِ

فإن بعدْتِ تحْرِقِي ... وإن دنَوْتِ تفْتكيِ

وإن صبرتُ لم أُطِقْ ... وإن خضعتُ تزمُكيِ

وإن طرقتُ خِفْيةً ... أهلَكُ بين أهلِكِ

أين لِطيْر مهجتِي الْ ... خَلاصُ من ذا الشَّرَكِ

عيشُ الخَلِيِّ قد صفاَ ... يا قلبُ فاسْلُ واتْرُكِ

واقصِد بنا سبيلَ من ... راح خلِيّاً واسْلُكِ

ما مَن يبِيتُ شاكراً ... كمن يبيتُ يشْتكيِ

فاخْلَعْ على العشاقِ ثوْ ... بَ جسمِك المنْهتِكِ

وانتهزِ الفرصةَ قب ... ل فَوْتِها واستدْرِكِ

هذا الربيعُ مقبِلٌ ... يصحبُ آلَ بَرْمَكِ

يكسُو لأعطافِ الرُّبَى ... غلائلاً لم تُحَكِ

وحلَّ في نُحورِها ... عقودَ دُرِّ الحُبُكِ

حتى أنما بها ... مجلسُنا في الفَلَكِ

والنَّرْجِس اصطضفَّ وما ... أحسنَ صَفَّ الملِكِ

زَبَرْجَدٌ في فضةٍ ... في ذهبٍ لم يُسبَكِ

يرنُو بلَحْظِ عاشقٍ ... بمَدْمعِ الطَّلِّ بُكِي

والوردُ في سَكْرتِه ... على الغُصونِ مُتَّكيِ

تُمسك أذيالُ الصَّبا ... بكفِّه المُمَسَّكِ

كوَجْنةٍ العَذْراء إن ... قلت لها هَيْتُ لَكِ

والنّهر في يد النَّسِي ... م كالقبا المُفرَّكِ

من قول القيسراني في وصف غدير:

وإذا الصَّبا هبّتْ عليْ ... هِ أتاك في ثَوْبٍ مُفَرَّكْ

وللغصُون حولَه ... دلائلُ المُنْهمِكِ

ألقتْ شِباكَ الطَّلِّ فاصْ ... طادتْ خيالَ السَّمَكِ

والأقْحُوان ضاحِكٌ ... بمَبْسمٍ لم يضحكِ

والياسَمِينُ عَرْفه ال ... غَضُّ له عَرْفٌ زَكيِ

والطيرُ في مُغرِّدٍ ... ووَالِهٍ مُرتبِكِ

في روضةٍ كأنها ... وصف الأميرِ مَنْجَكِ

مَن حار في أوصافِه ... كلُّ لبيبٍ وذكيِ

بحرٌ وفيه بالثَّنا ... ألسُنُنا كالفُلكِ

ترى العيونُ عنده الْ ... بحارَ مثلَ البِرَكِ

له أكفٌّ مُسِّكتْ ... سُنَّة غيرِ مُمْسِكِ

تفْتك في أموالهِ ... فَتْكَ المَهَا في نسُكِ

وفكرُه أهْدَى لنا ... وَشْيَ بلادِ اليَزْبكِ

من كلِّ بيت يحْتوِي ... ابْنَةَ كسرؤى الملِكِ

مَشَتْ به لاهيةً ... عن عِقْدِها المُفكَّكِ

فالدُّرُّ مِلْءُ مسمَعِي ... منه ومِلءُ الحَنَكِ

ملكتَ رقِّي سيدي ... أفْدِيك من مُمَلَّكِ

أدركتَ كلَّ فائتٍ ... وفُتَّ كلَّ مُدْرَكِ

لك المعالِي وعلى الْ ... الفضلِ ضمانُ الدَّرَكِ

هذا من قول ابن النبيه:

واللهِ لا زلتُمْ ملوكَ الورى ... شرقاً وغرباً وعليَّ الضمانْ

وللهرمزي:

<<  <  ج: ص:  >  >>