ِبنحْسِ أعادِيك دار الفلَكْ ... وما دار يوماً بسعْدٍ فلَكْ
وإن هَمَّ دهرٌ بما لا أقول ... فنفْسِي الفِدا وعليَّ الدَّرَك
وهذه القصيدة الثانية، وهي في مدح الأمير أيضاً:
غُصنٌ أيْنعتْ قطُوفُ دَلالِهْ ... يجْتَنى الحبُّ من رياض جمالِهْ
ورَشاً في مَرابضِ الأسْد تحمِي ... هِ وتُدْعَى بعمِّه وبخالِهْ
فاتِكٌ يحْذَر الفؤادُ تمنِّي ... هِ ويخْشَى الضميرُ فكرَ وِصالِهْ
أوْقف السُّهدَ في طريق رقادِي ... غَيْرةً أن يزورني بخَيالِهْ
وترُدُّ العيونَ عنه عيونٌ ... قتلتْ مَن رآه قبل قتالِهْ
أعْجز الشمسَ وهي تنصُب في الأرْ ... ض حبَالاً وقوعُ صَيْدِ ظلالِهْ
بل على وَصْلِه يُحيل بوعْدٍ ... وأراه مُخادعاً بمِحالِهْ
كم كَسانِي بالوعدِ ثوبَ حياةٍ ... وغدا بالِياً بطُول مِطالِهْ
واحدُ الحسنِ من قبلُ لكن ... قد ترقَّى مُذ شِمْتُ نقطةَ خالِهْ
يريد أنه بالترقي صار عشرة جريا على أن الحسنة بعشر أمثالها.
وأفصح السيد محمد العرضي عنها، في قوله:
ألِفَ القَدِّ زانَها نُقطةُ الْخا ... لِ فصارتْ وواحدُ الحسنِ عَشْرَهْ
وفي شفاء الغليل للشهاب: حسنة بمعنى الشامة والخال، مولدة مشهورة.
قال:
بِخَدِّه شِمْتُ شامةً حُرِقتْ ... فقلتُ للقلبِ إذْ شكا شجَنَهْ
لا تشْتَكِي مِن نارِ مُهْجتي حُرَقاً ... فإنَّ في الخالِ أُسْوةٌ حسنَهْ
لِيَ هُزْءٌ إذا تنفَّس بالمِسْ ... كِ وهُزْءٌ إذا رناَ بغَزالِهْ
وأرى البدرَ عنده لا يُساوِي ... دِرهماً والهلالَ إحدَى نِعالِهْ
هاك من ظُفْرِه هلالاًوإن شِئْ ... تَ نجوماً هات من خَلْخالِهْ
واستلمْ من يمينِه الكأسَ شمساً ... مثلهعا من إنائِها في شمالِهْ
وتأمَّلْ إذا تبسَّم دُرَّاً ... وحَباباً طفَى على جِرْيالِهْ
ملِكٌ كلُّ مُهْجة من رَعايا ... هـ وكلُّ الغرامِ من عمَّالِهْ
أنا والناسُ من هواه ومن صُدْ ... غَيْه في سِجْنِه وفي أغْلالِهْ
يسترِقُّ القلوب بالحُسن لكن ... مَنْجَكٌ يسترِقها بكمالِهْ
هو بحرٌ تموَّج الفضلُ فيه ... وبدا الدُّرُّ من فصيح مَقالِهْ
وهْو غَيْثٌ مَن اسْتغاث يديْهِ ... أمْطرتْ بالغِنَى رُبَا آمالِهْ
وهْو للمجد دَوْحةٌ حيث أعْنا ... قُ رَجانا مُطوَّقاتُ نَوالِهْ
كلُّ أيامنا ربيعٌ بلُقْيا ... هُ ومن لُطْفه نسيمُ اعْتدالِهْ
كلُّ روضٍ فمُخصِبٌ بسجايا ... هُ وغصنٍ فمثمِرٌ بِخصالِهْ
لبِس الفخرَ فالمكارمُ في أطْ ... واقِه والعَفافُ في أذْيالِهْ
كلُّ وقتٍ بجُوده في يديه ... غارةٌ شَنَّها على أمْوالِهْ
لم يدعْ درهماً ولا ديناراً ... غيرَ شاكٍ نقُوشه عرض حالِهْ
فترى الدهرَ مُسْتجيشاً عليه ... وترى الدهرَ لا يمرُّ ببالِهْ
شغلته هِباتُه والمعالِي ... ما رِضاءُ الزمان من أشْغالِهْ
شِيَمٌ لم تكنْ لغيرِ أبيهِ ... وأخيه وأقْرباهُ وآلِهْ
أشرقتْ شمسُه وغابُوا نجوماً ... ونجومُ الباقين حول هلالِهْ
منه أبْقَى الزمان واسِطَة العِقْ ... دِ الذي بَدَّدتْه أيدي اغْتيالِهْ
هو دُرٌّ فمَن رآه يتيماً ... عرف الدهرَ ما جنَى بفِعالِهْ
يا مُعِيداً زمان آبائه الما ... ضِي بإقْبالِه إلى اسْتقبالِهْ
أنت للجودِ والفضائلِ ظلٌّ ... لا أرانا الإلهُ وقتَ زوالِهْ
وله في التضمين: