للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلاَّ نظرتَ لمُستغِي ... ثٍ عائذٍ بك من بَلاَئِكْ

قذفتْ به من شاهقٍ ... أيدي امْتحانِك وابْتلائِكْ

ورمتْه من ظُلَم العنَا ... صرِ والطبائعِ في شَبائِكْ

وسطَتْ عليه لوازمُ الْ ... إمكانِ صَدّاً عن سنائِكْ

فإذا ارْعوَى أو كاد نا ... دتْهُ القيودُ إلى ورائِكْ

فالْطُفْ به فيما جرَى ... في طَيِّ عِلْمِك من قضائِكْ

وقوله من نبوية، مستهلها:

قضَى عجَبا من دهرِه المتعجِّبُ ... يجِدُّ اشْتعالا رأسُه وهْو يلعبُ

ألم يأْنِ أن يْقنِى الحياءَ مُؤنِّبُ ... بلى آن أن يْقنِى الحياءَ المؤنِّبُ

ومَن لم يدعْ شيْبُ المَفارِق غَيَّه ... فلائمُه باللومِ أحَرْىَ وأنْسَبُ

أبِنْ لي على ماذا حصُلتَ من الدُّنَا ... فقد ذُقْتَ منها ما يمُرُّ ويعذُبُ

أكان سِوى طَيْفٍ ألَمَّ وعارِضٍ ... جَهام وبَرْقٍ مخلِفِ النَّوْءِ خُلَّبُ

متَى أنت العَمْياء غَادٍ فرَائحٌ ... تُصعِّد في بَهْمائِها وتُصوِّبُ

تُبارىءُ بالعِصْيان من هو قادرٌ ... عليك وفي آلائه تتقلَّبُ

أحُدِّثتَ أن المرءَ في الأرضِ مُعجِزٌ ... لقد كذَبْتك النفسُ والنفسُ تكذِبُ

لقد لَزَّك التَّسْويفُ في مارِق على ... شَفا حُفْرةٍ سَرعانَ ما تتصوَّبُ

لَعَمْرُ المَنايا إنها لقريبةٌ ... على أنها من ساحةِ الشيبِ أقْرَبُ

وإنَّ مِراسَ الموت لا دَرَّ دَرُّه ... وإن كان صَعْبا فالذي بعدُ أصَعْبُ

تقلَّص ظلُّ العمر إلا صُبابةٌ ... ألآ فانْتبْها قبل ما أنت تُنْهَبُ

وبادِرْ فإن الوقتَ ضاق عن الوَنَى ... وصَمِّمْ فُسكِّيتُ الرِّهانِ المُذبْذَبُ

وخذ للقاء للَّهِ ما اسْتطعْتَ أُهْبةً ... فإن لقاءَ اللَّه ما عنه مَهْرَبُ

وإن ضِقْتَ ذَرْعاً من تعاظُم ما مضى ... فلا تنْسَ عفوَ الله فالعفُو أرْحَبُ

ولُذْ بجَناب الفاتحِ الخاتِم الذي ... به يطمئنُّ الخائفُ المترقِّبُ

هو العاقِبُ الماحِي الذي بزَغتْ به ... على الكون شمسٌ نورُها ليس يغرُبُ

تحُلُّ له الرُّسْل الكرامُ حِباهُمُ ... وإن ذُكِروا فهْو العُذَيْقِ المُرَجَّبُ

إذا الخَطْب أبْدَي ناجِذَيْه فنادِهِ ... تجدْ خيرَ جارٍ في المُلمَّاتِ يُنْدَبُ

وإِن لذَعْتك المُوبقاتُ فداوِها ... به فهْو تِرْياق السموم المُجرَّبُ

إليكَ رسولَ الله قد جاء ضارعاً ... أخو عَثْرةٍ يرجو الإقالةَ مُذنبُ

فبابُك بابُ اللهِ ما عنه مهرَبٌ ... وطالبُه من غير بابِك يُحجَبُ

فليس لنا من منحةٍ بتفَضُّلٍ ... من الله إلا عن مَساعِيك تُجلَبُ

ولا مَسَّنا من محنةٍ أو يَمسُّنا ... بكسبِ يَدٍ إلا بيُمْنك تذهبُ

منها:

إذا قمتَ في وَعْد المَقام فإِننا ... على ثقةٍ أن ليس فينا مُخيَّبُ

ألم يُرْضِك الرحمنُ في سورة الضحى ... وحاشاك أن ترضَى وفينا معذَّبِ

أترضَى مع الجاه الوجيهِ ضياعَنا ... ونحن إلى أعْتاب بابِك نُنسَبُ

أترضَى مع العِرْضِ العريضى بأن يُرى ... مَقامُك محوداً ونحن نُعذَّبُ

أتخذُل يا حامِي الذِّمار عصابةً ... بهَدْيِك دانتْ ما لها عنك مَذهبُ

دعوْتَ فلبَّينَاك سمعاً وطاعةً ... وحاشاك أن ندعوكَ ثم تُخيِّبُ

منها:

عليك صلاةُ الله تتْرَى مُسلِّما ... مع الآلِ والأصحابِ ما انْهَلَّ صَيِّبُ

صلاةٌ تُوازِى قدرَ ذاتِك رفعةً ... بتَبْليغها عنِّي إلى الله أرْغَبُ

وقوله من قصيدة في المدح، أولها:

<<  <  ج: ص:  >  >>