للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الفضلُ حتى لا تُعَدَّ المناقبُ ... بل العزمُ حتى تطلُبُنْك المَطالبُ

وما قدَر الإنسان إلا اقْتدارُه ... أجَلْ وعلى قدَرْ الرجال المراتبُ

منها:

وللمجدِ مثلُ الناس سُقْمٌ وصحةُ ... وفيه كما فيهم صَدُوقٌ وكاذبُ

منها:

ومن خسِر الرَّاحات يكتسِب العُلَى ... وبعضُ خَساراتِ الرجال مكاسبُ

فآب بما يُشجِى العِدى ويسرُّه ... فوائدُ قومٍ عند قوم مصائبُ

إليك إمامَ الفضلِ منا توجَّهتْ ... كتائبُ إلَّا أنَّهُنَّ مواكبُ

مَعانٍ تُعِير العِينَ سحرَ عيونِها ... وتسخرُ منها بالعقودِ التَّرائبُ

قد انْسَدلتْ فوق الطُّروسِ سطورُها ... كما انسدلتْ فوق الصدورِ الذَّوائبُ

لها من بَراحِ الشوقِ حادٍ وقائدٌ ... إليك ومن لُقْياك داعٍ وخاطبُ

ومن بدائعه قوله:

ليت شعري ما الذي سخَّر السَّمْ ... ع لصوت السنطير حتى أصَاخَا

ثم ماذا أشار به النَّا ... يُ لرَكْب الأرْواح حتى أناخَا

ثم ماذا الذي به اسْتشعر الحِسُّ ... بحَسِّ الأوْتارِ حتى تراخَى

ذاك سِرٌّ يذوقه من ترقَّى ... عن ذُرَا عالم الهيولي انْسلاخَا

وترقَّى به إلى قاب قَوْ ... سَيْن فألْقَى العصا ورام المُناخَا

وقوله من قصيدة، أولها:

أشاردٌ ياغزال أم واجدْ ... وعابثٌ في النفوس أو عائدْ

أعند عينيْك أنَّ أنفسَنا ... حَبْسٌ على سَيْل نَبْلها الصاردْ

بل كثرةُ العاشقين تُوهمه ... بأنَّ ماضي نفوسِهم عائدْ

مهلا أبا الحُسْن قد فُجِعت به ... واستبْق منَّا داعٍ له حامدْ

نحن بنو نَجْدة الهوى ولنا ... فيه فَخارُ الطَّرِيف والتَّالِدْ

وكم لما غارةٌ على ثَغَرٍ ... يصدُر عنها المُفتِّر الباردْ

تلك عهودٌ قد كان لا بَعُد ... تْ طَرْفُ الليالي عنَّا بها راقدْ

ماسَها الدهرُ عن تفرُّقنا ... بل ظنّنا لالْتئامِنا واحدْ

على هذا الالتئام والإتقان، تأمل قولي في الاتحاد عند العناق:

يا طِيبَ ليلٍ حيَّى وقد غفَلتْ ... عنا عيونٌ تظَلُّ ترمُقنَا

بِتْنا كرُوحيْن في حشَا جسَدٍ ... تحيَّر النوم كيف يطرُقنَا

ولعز الدين الضرير ما هو منه:

توهَّم واشِينا بليلِ مَزارِه ... فهَمَّ ليسْعى بيننا بالتباعُدِ

فعانقْتُه حتى اتحدنا تعانُقاً ... فلما أتانا ما رأى غيرَ واحدِ

ولخالد الكاتب:

كأنني عانقتُ رَيْحانةً ... تنفستْ في ليلِها البارِدِ

فلو ترانا في قميصِ الدُّجى ... حسِبْتَنا في جسدٍ واحدِ

ولأحمد بن أبي العصام:

ضمَمْتُه ضَمَّ مُفْرِط الضمِّ ... لا كأبٍ مُشفِق ولا أمِّ

ولم نزَلْ والظلامُ حارسُنا ... جسميْن مُستودَعيْن في جسمِ

ولابن سناء الملك:

وليلةَ بِتْنا بعد سُكْرِي وسُكرِهِ ... نَبذْتُ وِسادِي ثم وسَّدتُه يدِي

وبتْنا كجسمٍ واحد من عناقنا ... وكالحَرْفِ في لفظِ الكلام المُشدَّدِ

واعترض عليه بأن العروضيين يعدون المشدد بحرفين، فلو قال: في الخط، لحصل مطلوبه.

ليت درَى القانطون في حلبٍ ... حالي وما حالُ من لهم فاقِدْ

يرقُب وفد الشَّآمِ ذا قلَقٍ ... عسى يراهُم بناظرِ الوافِدْ

فارقتُ مَثْوايَ في رِضا زمن ... على ذوي الفضل لم يَزلْ واجِدْ

خرجتُ منه مع البُزاةِ عسى ... تصفُو الليالي ويصلُح الفاسدْ

يشير إلى قوله:

أذا أنْكرتْني بلدةٌ أو نكِرْتُها ... خرجتُ مع البازِي عليَّ سوادُ

ومن مديحها:

الحكَم العَدْلُ من عزائمُه ... قامتْ على الدهر فاكْتفى القاعدْ

<<  <  ج: ص:  >  >>