للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله في السيد أحمد بن النقيب:

من مبلِغٍ عني الشِّهابِي أحمدَا ... نجلَ النقيب الشامخ المتعالِي

لا تفخَرنَّ عليك بعدُ بقَّيةً ... من لم تنلْها لستَ بالمِفْضالِ

المرءُ يكرَع عن مَناهلِ خالِه ... وشرابُ آلَا كالسَّرابِ الْآلِ

للهِ قاضي عصرِك العَدْلِ الذي ... أعطاك خالاً ثم صاحبَ خالِ

فبقدْر ما تهْواه من ذِي الخال قد ... أُعْطيت عكسَ هَواك عند الخالِ

وله:

وحقِّك للا أن جُودَك ماطرٌ ... لما أخْصَبتْ بالبِشْرِ روضةُ آمالِي

وإنِّيَ عبدٌ وابنُ عبدٍ لديك في ... عُبوديَّتي قد فُزْت بالنَّسَب العالِي

وقد أقبَلَتْ نحوى الصروفُ بجيْشها ... فقابَلها شُجعانُ صبري وإقْلالِي

صروفٌ أمانيها المَنايا فلم تُرَعْ ... بصبرِي ولم ترجِعْ بعجْزي وإذْلالِي

فأدْرك بألْطافٍ بقيَّةَ مُهجةٍ ... أليفةِ بَلْبالٍ حليفةِ أهوالِ

فلى فيك ما يُحيْى ظنُونَ خُطورُها ... على البالِ يُحيى مَيْتَ عِزِّى وإقْبالِي

عسى عَطْفةٌ أنِّي أفوزُ بسَعْدِها ... ومِن فوق هام الفخرِ أسحبُ أذْيالِي

وله:

إن خالَ الحبيب ممَّا شَجانِي ... وعَنانِي به الأسَى والمَلالُ

قلتُ إذْ طاب نَكْهةً وسَواداً ... قُمْ أرحْنا بقُبلةٍ يا بِلالُ

وله:

خُلِقتُ مَلُولا لو يطول بيَ الصِّبا ... تلقَّيتُ شْيْبي ضاحكَ السِّنِّ باسمَا

ولو لم أُرَجِّ الموتَ في كل ساعةٍ ... لقضَّيتُ هذا العمرَ ثَكْلانَ واجِما

ولولا انْحطاطِي تارةً وترفُّعي ... لما طلبتْ نفْسي العلى والمَكارمَا

فمالي صديقٌ ترْتضيه صداقتي ... ولا لي عدوٌّ أتَّقيه المَظالمَا

فطوْراً جعلتُ الأصدقاءَ أعادِياً ... وطوراً عدوِّي أرْتضِيه مُسالمَا

ولا لي على حالٍ قَرارٌ ولا بَقَا ... وكيف وبي التَّبْديلُ أصبح قائمَا

منها:

أُشاهد هذا الخلقَ مثلَ سفينةٍ ... وسَفَّانُها المولى تبارَك دائمَا

فمن شاء يُنْجيه إلى ساحلِ البَقَا ... ومن شاء يُلْقيه فيصبحُ عائمَا

كذا قُرْعةُ الأقدار قد حكَمتْ به ج ... فلا تقترحْ شيئاً فما أنتَ قاسمَا

فمُتْ مَوْتةً بالإخْتيار وَجَرِّدَنْ ... ثيابَ السِّوى إن كنت بالله عالمَا

وكُن للقَضا كالمَيْتِ في يدِ غاسلٍ ... عساك من الأدْناسِ تظهر سالمَا

ولا تَقْفُ قُطَّاع الطريق إلى الهدى ... فتصبحَ في تِيِه الضلالةِ هائمَا

وله في أرمد:

ذاك الذي طَلَّتْ دمي عينُه ... وراح يُسَّمى أرمدَ الإسْمِ

لمَّا رآني لدَمِي ثائراً ... عَصَّبها بالمِطرَفِ المُعْلَمِ

قولُوا له يكشفُ عن عيْنه ... فإنَّ فيها نُقَطاً من دمِي

وله:

وجهُه كعبةُ حُسْنٍ ... ولَماه ماءُ زمزمْ

خِلْتُ ذاك الخالَ منه ... حجرَ الأسْود ِيُلْثَمْ

ورأيت بخطه: ومما نسجته في حلية من نسج عليه العنكبوت، من حليته الشريفة، وهو مثبوت:

اسمعْ حِلْية النبيِّ المُكنَّى ... من لَآلٍ فرائدٍ ذاتِ معنَى

أبيضُ اللون أنُفه كان أقْنَى ... ذو جبينٍ طَلْقٍ وأفْرَقُ سِنَّا

خافضُ الطَّرْفِ هيبةً وحياءً ... وله حاجبٌ أزَجُّ مُثنَّى

وكثيفُ الِّلحَى مُجمَّع شَعْرٍ ... أسودُ العين كاسِرٌ لك جَفْنَا

هُدْبُ عيْنيْه مثلُ أقْدام نَسْرٍ ... وله راحةٌ غدتْ وهْي تُثْنَى

مثل ما رَقَّ أُنْمُلا رَقَّ قلباً ... مثل ما طال أيْدِياً طال مَنَّا

يالَسطرٍ من فوق مُهْرَقِ صَدْرٍ ... من شُعورٍ كالخَزِّ لِيناً وحُسْنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>