للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأن قُضْباننا وأرْؤُسَها ... تُشَبُّ نيرانُها من الوَقْدِ

سُمْرُ القَنا بالدِّما مُعَّممةً ... أو أنَّها مثلُ أغْصُنْ الوَرْدِ

وله في حامل قنديل:

وشادنٍ جاء والقِنْديلُ في يدِه ... ما بْيننا وظلامُ الليلِ مُعتكِرُ

كأنه فلَكٌ والماءُ فيه سمَا ... والنارُ شمسٌ به والحاملُ القمرُ

وله:

وقالوا تركْتَ الشعرَ فيمن تُحِبُّه ... ولم تخْترعْ معنىً قديماً ولا بِكْراَ

فقلت تجلَّى بعضُ أنْوارِ حُسْنِه ... على طُوِر أحْشائي فأحْرقتِ الفِكْرَا

وله:

طويتُ رُقْعة حالي عن شِكايتِها ... وقد سكنتُ زوايا الفَقْرِ والباسِ

وقد قطعتُ حِبالى عن رجَا بَشرٍ ... مُعوِّضاً بسهام الموتِ والياسِ

حِيناً يجود وأحْياناً تُبخِّلُه ... خلائقٌ أوْحشتْه غِبَّ إيناسِ

وقد لَجأْتُ إلى مَوْلًى أرَى ثقتي ... بفضْله نسخَتْ أحكامْ وَسْواسِي

هو النَّصِير لعبدٍ لا نَصِيَر له ... ترْميه بالهُون ظُلْما أعُينُ الناسِ

وله:

أسْتوْدعُ اللهَ بدراً لا أُودِّعُه ... كيْلا يَنمَّ إلى واشِيه أدَمُعُهُ

ولو بكى لم يكنْ ذاك البُكا أسَفاً ... إذ لم تدعْ بيَد التَّفريق أضلعُهُ

وإنَّما هو يسْقِى سيفَ ناظرِه ... كيْما يُعجِّل للمشتاقِ مَصْرعُهُ

أفْدِيه من راحلٍ أتْبعْتُه نفسا ... ومُقْلةً لم تزلْ دوني تُشيِّعُهُ

وامتدح بعض الأدباء بقوله:

أبداً أناضِلُ فيك أفْراسَ المُنى ... وأصونُ أوقاتي عن التَّفْريقِ

وأظنُّ أن الدهرَ ليس بمُوحشِى ... وبأنه ببنِيه خيرُ رَفُوقِ

لكنَّ للأيام حكماً جائراً ... أمْضَى شَباً من صارِم مطروقِ

يا صَيقْلَ الفكرِ الكليلِ ورَوْنَقْ الْ ... عمرِ القصيرِ وزَوْرةَ المعشوقِ

انْتَشْتنى من بعد عَوْمِى في الرَّدَى ... وتقُّلبِي والنارُ دون حريقِيِ

أُمْسِى كما يُمسِى السليمُ مُسهَّداً ... لا بالطَّليق أُرَى ولا المْوثُوقِ

شَوقى إليك وإن تقارب عهدُنا ... شوقىِ إلى عهدِ الشَّبابِ الرُّوقِ

وله أيضاً:

روضةٌ كالشباب شوقٌ ورُوقُ ... كم بها للنسيم ذيلٌ رقيقُ

ما سقاها السحابُ إلَّا وبَثَّ الشُّ ... كرَ عنها بَنَفْسَجٌ وشَقِيقُ

كلَّما انْحَلَّ للسحائب خيْطٌ ... عاد للروض منه نسجٌ أنِيقُ

نثرتْ عَسْجَد الأصيلِ عليها ... راحةُ الشمسِ يْعتريها خُفوقُ

كم ركَضْنا فيها بخَيل الملاهِي ... يوم ماشَتَّ للفريق فريقُ

وخطيبُ الأطْيار قام بسُوق الْ ... أُنْسِ يشْدو وعيشُنا مَرموقُ

ورياض الحِياضِ طاب وقد دَبَّ ... عِذارٌ من الظِّلال يَرُوقُ

ومن رباعيَّاته:

يا بدرَ مَلامةٍ له البدرُ شقيقْ ... القلبُ وحرمِة الهوى منك شقِيقْ

عهدي بجَنَى خَدِّك ورداً فلما ... قد عاد بلحْظِي ذلك الوردُ شقِيقْ

ومن بدائعه قوله:

تلك الثَّنايا وَاشقائي بها ... باتتْ تُريني عند لَثْمِي الطَّرِيقْ

تبدَّدتْ من غَيْرةٍ عندها ... سبُحْةُ دُرٍّ نُظِّمتْ من عَقِيقْ

من هذا قول العز البغدادي:

أشِّبه الثغرَ على خالِه ... تشْبيهَ من لا عنده شَكُّ

بسُبْحةٍ من جوهر أُودعتْ ... حُقَّ عقيقٍ خَتْمُه المِسْكُ

وله:

للهِ يا عصرَ الهوى والصِّبا ... ما كان أهْناكَ وأحْلاكَا

إذ فيك ليلَ الخَيْف رَيْحانهٌ ... أشَتمُّها في ظلِّ مَمْساكَا

تمسَّك الليلُ بأذْيالنا ... حتى حسبتُ الليلَ لَيْلاكَا

<<  <  ج: ص:  >  >>