نصبتْ لي أشْرَاكَ هُدْبٍ فهلاَّ ... شافعِي واحدٌ من الزَّيْدِيَّهْ
أنا شِيعيُّها وبالنَّصْبِ جَرَّتْ ... نِي إلى أن وقعْتُ في المَالكيِّهْ
مَلكتنْي عيْناً وقلباً وحتى ... ملَكَتْني قولاً وفعلاً ونِيَّهْ
ما نوَيْتُ الطُّموح للغيرِ إلاَّ ... حجَبتنْي الحواجبُ النُّونيَّهْ
وبنار الأخْدُودِ ذاب فُؤادِي ... من خُدودٍ نَدِيَّةٍ عَنْدَمِيَّهْ
أيُّ نارٍ لها اتِّقادٌ لماءٍ ... غيرُ نارٍ على الخدُودِ النَّدِيَّهْ
يا لها فتْنة لها قدَّر اللَّ ... هُ فعادتْ عُشَّاقُها قَدَرِيَّهْ
لا يرَوْن السُّلْوانَ ممَّا يُطيقو ... نَ ولا يدْفعون هذِي البليَّهْ
حقَّق الجَبْرُ باعْتزالِهم اللَّوْ ... مَ فراحُوا لفِعْلهم رافِضيَّهْ
فهمُ يَفْرَقُون من كلِّ شيءٍ ... أبداً في صَباحِهم والعشيَّهْ
مثْلَما يفْرَق الشجاعُ إذا لا ... قَى إمامَ العصابةِ الحسَنيَّهْ
الإمامُ القَوَّامُ للهِ بالحقِّ ... بإجْماعِ العِتْرةِ النبويَّهْ
الأغَرُّ الأبرُّ عِزّ الهدى الها ... دِي البرايَا إلى الصِّراط السَّويَّهْ
المُفِيدُ المُبيد شملَ الأعادِي ... بالمواضِي وبالقَنا السَّمْهَرِيَّهْ
خيرُ مَن هزَّ صارماً يوم رَوْعٍ ... وعَلاَ صهوةَ الجِيادِ العَلِيَّهْ
والذي قاد شارداتِ المَعالِي ... بالعَوالِي والهمَّةِ العلَويَّهْ
والذَّكيّ الذي يُحلُّ من الإشْكا ... لِ ما يُفْحِم الفحولَ الذَّكيَّهْ
والجوادُ الذي يسُوق إلى العا ... فِين سُحْباً من اللُّهَى عَسْجَدِيَّهْ
والمَلِيك الذي يُدبِّر أعْما ... لَ نِظامِ الشريعةِ الأحمديَّهْ
لم يزلْ في الأمورِ يَمْضِي برَأْيٍ ... هو أضْوَا من الشموسِ المُضِيَّهْ
أحلمُ الناسِ أعلمُ الناسِ أذْكا ... همْ مَقاماً ومَحْتِداً وطَوِيَّهْ
أيها الأوحدُ الذي ما رأيْنا ... لعُلاه مُماثِلاً في البريَّهْ
والذي مَن أطاع ذا العرشِ جازا ... هُ فدانَتْ له الرِّقابُ العَصِيَّهْ
والذي طاب نَشْرُ ذِكْراه حتى ... طاب منه أقْصَى الجهاتِ القَصِيَّهْ
هاكَها بنتَ ليلةٍ حَبَّرتْها ... مع شُغْلٍ سَلِيقةٌ هاشميَّهْ
دُرُّها تخْجَل اليواقيتُ منه ... ودَرارِي الكواكبِ العَلويَّهْ
فاقْبَلِ النَّزْرَ من خطابِيَ واعْذُرْ ... عن خطابٍ جَليَّةً وخَفِيَّهْ
إنما يحسُن النِّظامُ ويزْكُو ... حين تزْكُو العوارضُ النفسيَّهْ
غيرُ خافٍ على أبي الفضلِ أنّ الضَّ ... يْمَ تأْبَى منه النفوسُ الأبيَّهْ
وابْقَ ما مالتِ الغصونُ على الرَّوْ ... ضِ وغنَّت بأيْكِها قُمْرِيَّهْ
وله القصيدة التي رثى بها والده، وأخاه يحيى، ومطلعها:
هل أقال الموتُ ذا حَذرَهْ ... ساعةً عند انْتهاءِ عُمُرِهْ
أو تَراخَى عن كَحِيلٍ رنَا ... فاق كلَّ الغِيدِ في حَوَرِهْ
أو رثى يوماً لمُرضِعةٍ ... طِفْلَها ما دَبَّ في حُجَرِهْ
أو تراهُ هائباً ملِكاً ... صائلاً قد عزَّ في نَفَرِهْ
أو تناسَى من له نظَرٌ ... تصدرُ الأشياءُ عن نظرِهْ
أو تحامَى رُوحَ سيدنا ... مصطفَى الرحمنِ في بَشَرِهْ
وأبى السِّبْطيْن حَيْدرةٍ ... وكبارِ الآلِ من عِتَرِهْ