للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليت الذي عمَّه جَمالٌ ... وخَصَّه حُسنُه بخَالِ

رَقَّ لِرقٍ عزيز قومٍ ... أرْخَصَه الحبُّ وهْو غالِي

ما رَقَّ لي مرَّةً صديقٌ ... ممَّا أُقاسِي ولا أوَى لِي

ولم أجِدْ مثلَ واحدٍ في ... أواخِر الناسِ والأوَالِي

طَوَّق جِيدي بعِقْدِ نَظْمٍ ... سُهْداً على الحالتيْن حَالِي

يا واحداً في العُلَى فريداً ... وسابقاً ما تلاه تالِي

وخيرُ مَن صام في نهارٍ ... وقائمٍ في الدجى وتَالِي

إن مُسَمَّاك في اكتسابٍ ... لأحْمَدِ الحمدِ غير آلِ

عليك أزْكَى السلامِ تتْرَآ ... بعد نَبي وبعدَ آلِ

وكتب ابن حميد الدين إليه أيضاً، من محروس شبام، ونور الربيع يضحك عن حب الغمام

قدِم الربيعُ وخيرُ مَقْدَمْ ... والغيثُ أنْجَم ثم أنْجَمْ

يقال: أنجم المطر وأدجن، وأرث، وألث، فإذا قيل أقلع، قيل أنجم.

وفي الكلم النوابغ: المرء يقدم ثم يحجم، والنوء ينجم ثم ينجم.

وتقدَّم الأنْوَا فلو ... صَلَّى الوَلِي ورآه سلَّمْ

والجوُّ ينشُر مِطْرَفاً ... لك فاخِتِيَّ اللونِ مُعْلَمْ

والسُّحْبُ مَدَّ رُواقَ دِي ... باجٍ بساحتِنا وخَيَّمْ

والروضُ نَمَّقَه الغَما ... مُ بحُسْنِ صَنْعته ونَمَّمْ

فبَدا يرُوق الناظرِي ... نَ كأنه بُرْدٌ مُسَهَّمْ

برد مسهم: فيه خطوط مستوية، ومن ثم سمى الإرصاد البديعي تسهيماً، أخذاً منه.

وحقيقته أن يجعل قبل العجز من الفقرة والبيت ما يدل عليه، إذا عرف الروي.

ومنه في التنزيل قوله تعالى: " وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ".

والوردُ أبْدَى صفحةً ... من خدِّه فاشْتمَّ والْتمّ

هذا هو العَيْشُ الذي ... يُصْبِي الحليمَ إذا تحلَّمْ

قد كادت الدنيا تقُو ... لُ لساكِنيها لو تكلَّمْ

هُبُّوا إلى فَيْءِ المُقلَّ ... صِ ظِلُّه فالفَىءُ مَغْنَمْ

الغنيمة في هذا البيت نادرةٌ غريبة، وبعيدة الملك، وإن رآها الغبي قريبة.

للهِ أنفاسُ الصَّبا ... ولطيفُ ما أهْدَتْه مِن ثَمّ

يا طِيبَ رَيَّاها وإن ... أُغْرِي الشَّجِيُّ بها وأُغْرِمْ

حَملت كلاماً سِرُّه الْ ... مكنونُ أن الشوقَ يُكْتَمْ

ناديْتُها حتَّى م أحْ ... تملُ الهوَى العُذْرِي إلى كَمْ

فتعثَّرتْ بذُيولها ... طَرَباً وقالتْ لا تظَلَّمْ

لا رَأْىَ إلا الصبرُ وهْ ... ومع الرِّضا أسْلَى وأسْلَمْ

فأجبْتُها سَمعاً لما ... حتَم الحبيبُ على المتيَّمْ

فبِرُوحِيَ الأحْوَى وفي ... نَظْمِ الجِ، اس أقول أحْوَمْ

الجناس بين أحوى وأحوم لاحق.

وحقيقته أن يتباعد الحرفان في المخرج، وهو نقيض المضارع.

ومن أمثلته في التنزيل: " ويلٌ لكل همزةٍ لمزةٍ ".

بَدْرِيُّ وَجْهٍ كَمَّل الْ ... بارِي مَحاسِنَه وتمَّمْ

ونَجِيُّ أسْرارِي وإنْ ... أكُ من لَواحظهِ مُكلَّمْ

ذَهَبيُّ خَدٍ منه أثْ ... رَى صَبُّه والغيرُ أعْدَمْ

ذُو مُقْلةٍ نَجْلاءَ أسْ ... حر مُقْلةٍ من فوق مَبْسَمْ

لطيفة قال بعض قريش لرجل من بني عذرة، إذا علقتم المرأة تموتون، وهل هذا إلا خور!! فقال: لو رايتم الحواجب الزج، تحتها النواظر الدعج، تحتها المباسم الفلج؛ لاتخذتموها اللات والعزى.

أنزلْتُه في المُنْحنَى ... من أضلُعِي واللهُ يعلَمْ

رسلُ الخَيالِ إليه تَتْ ... رَى خِفْيةً والناسُ نُوَّمْ

أن ليس أنْسَخُ وُدَّه ... بالهجْرِ منه فهْو مُحْكَمْ

فاعجبْ لها من قِصَّةٍ ... يا أيها الحَبْرُ المكرَّمْ

يا خيرَ تالٍ للأُلَى ... سَلفُوا وإن كان المُقدَّمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>