شريفٌ تِهامِيٌّ تعانَى وقال لي ... أُرِيد من المولى نَوالاً ونَامُوسَا
فقُلتُ له ما الاسم قال أنا موسى ... فقلت لقد أُوتِيتَ سُؤْلَك يا مُوسَى
أولاد الجرموزي الثلاثة الإخوة، الذين اجتمعت فيهم المروءة والنخوة.
سلسلة مجدهم متساوٍ شرفاها، وهم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفاها.
أما: الحسن حاكم المخا فهو لخزانة الفضل إقليد، لا يليق بغيره لحكمة تقليد.
سمعت بخبره فعرفت كنهه، وزالت عني في مسلمات فضله كل شبهة.
فما تلقيت بأحسن مما فهمت، ولا انتقيت إلا تعشقت فهمت.
فروحي فدى مناقب، نجومها في سماء الفضل ثواقب.
إن لم تكن بذاتها زينة النحور، فمنها تكتسب الرونق دراري البحور.
وقد وقفت له على أشعار وفقت إليها، فرأيت الحسن جميعه وقفاً عليها.
فمنها ما كتب به إلى شيخه القاضي محمد بن إبراهيم السحولي، وهو إذ ذاك في صنعا، وقد أمره بوظيفة الخطابة في جامع صنعا:
حتَّى م تنْهلُّ البوادِرْ ... وإلى مَ أغدو الدهرَ ساهِرْ
ويصُّدني رِيمُ الفَلا ... ةِ أمَا لذاك الصَّدِّ آخِرْ
لا تعجبوا من فِتْنتِي ... بمُمَلَّكٍ في الحب جائرْ
فالطَّرْفُ منه والقَوا ... مُ اللَّدْنُ فَتّاكٌ وساحِرْ
أو ما تَرَوْنَ خُدودَه ... بدمِي أقرَّتْ فهو ظاهِرْ
وترَوْنَ في الثَّغْرِ الأَنِي ... قِ سُموطَ دُرٍ بل جواهرْ
يَهْدِينَ كالمِصباح إمَّا ... رْتَ في ظُلَم الدَّاجِرْ
وتُنِيرُ أسْرَارُ البلا ... غةِ في البيانِ لكلِّ ناظِرْ
فعلمتُ أن دلائلُ الْ ... إعجازِ من تلك المَحاجِرْ
مُذْ صدَّني جَرَتِ الدُّمو ... عُ على الخدودِ من النَّواظِرْ
فوَجْنتِي غُدْرانُها ... وعلى المُتُون له غدائرْ
غادرْنَنِي فأفاضَ دمْ ... عِي بالعَقِيق من المَشاعِرْ
وحكَتْ جُفوني المُعْصَرا ... تِ فدمعُها هامٍ وهامِرْ
إلى أن قال في المديح:
هزَّتْ وباهتْ فَرْحةً ... لِلِقاكَ أعْطافُ المَنابرْ
وتبسَّمتْ صَفحاتُها ... عن طِيب أرْياحٍ عواطِرْ
ما قُسُّ ما سَحْبانُ وا ... ئلِ في الخطابةِ من مُناظِرْ
ما سِيبَويْه النحوِ ما الْ ... جَرْمِيُّ كَلاَّ وابنُ طاهِرْ
ما الصاحِبُ الْكافِي أو الصَّ ... ابِي فكلٌّ عنه قاصِرْ
حُزْتَ المَكارمَ والعُلى ... فلَك المَوارِدُ والمَصادِرْ
واسلَمْ ودُمْ في خَفْضِ عَيْ ... شٍ ما زهتْ بك من دفاترْ
وبقِيتَما إن غرَّد الشُّ ... حْرورُ مشكوراً وشاكرْ
فأجابه القاضي محمد:
بين المَحاجِر والمعاجِرْ ... فُتِن الأصاغِرث والأكابرْ
وعلى الدُّمَى طُلَّتْ دِما ... ءٌ للأوائِل والأواخِرْ
أمعلِّم الأغصانِ كيْ ... ف تَميلُ في الورَقِ النواضِرْ
ومُعِيرَ آرامِ الظِّبا ... ءِ الحاجِريَّات المَحاجِرْ
أعلمتَ وَسْنَانَ الجُفُو ... نِ بحال ساهٍ فيك ساهرْ
يبكي فعيْنٌ دَمْعُها ... هامٍ وهذا العينُ هامِرْ
إلى أن قال:
إن راق فيك تغزُّلي ... وملأْتُ أوراقَ الدفاترْ
ورآهُ بعضُ الحاسِدي ... ن من النَّقائصِ والجَرائرْ
جهلاً بحُسْن سَرِيرتي ... واللهُ أعْلَمُ بالسَّرائرْ
فلأمْحوَنَّ خَطِيئتي ... إن سلّمت واللهُ غافرْ
بمديحِ مولانا الكري ... مِ ابنِ الكريم أخي الأطاهِرْ
حسنٍ سليلِ مُطهَّرٍ ... نَسْلِ الغَطارِفة الأكابرْ
إلى أن قال: