للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألِفَتْهم رُوحِي فهانتْ عليهم ... قَلَّما يسلم الهوى مِن هَوانِ

الهوى شأْنُه عجيبٌ فكم مِنْ ... مُسْبِلس ماءَ شَأْنِه إثْر شانِ

علِق القلبُ منهمُ بدرَ تِمٍ ... ساحرَ اللَّحْظِ فاتِرَ الأجْفانِ

وافرَ الرِّدْفِ كاملَ الطَّلْعةِ الغَرَّا ... ءِ مُرَّ الصُّدودِ حُلْوَ اللِّسانِ

مَن لقلبي بعَضِّ تُفَّاحِهِ الغَضِّ ... وتقْبيل خدِّه الأُرْجُوانِي

فأُداوِي الفؤادَ من ألَمِ الحبِّ ... ليُشْفَى مُعذَّبُ الهِجْرانِ

مالكِي ما تُرِيد أصلَحك اللَّ ... هُ بإتْلافِ مُطْلَقِ الدمعِ عَانِ

نَمْ هنيئاً مِلْءَ الجفونِ فإن عا ... وَد طَرْفِي الكرى فقُل لا هَنانِي

يَطَّبِينِي هوَى الحسانِ ولكنْ ... ما رآنِي رَبِّي بحيث نَهانِي

بل تحامَى نفسِي القريضَ فَيُد ... نيها إليه تشبيهُها بالغَوانِي

إِجماعٌ مع الصِّبا بعد ما لا ... حَتْ ثلاثٌ بيضٌ ثَنَيْنَ عِنانِي

فاتنِي رَيِّقُ الشبابِ وأرْجُو ... عَوْدَه من أكُفِّ فَرْدِ الأوانِ

يا أبا أحمدٍ بَقِيتَ فما غَيْ ... رُك يُدْعَى إذا الْتقَى الْجَمْعانِ

ذُدْ عن الدِّين واحْمِه بالصِّفاحِ الْ ... بِيضِ والصَّافِناتِ والمُرَّانِ

أنت مَهْدِيُّ هذه الأمة المَرْ ... جُوُّ إحْياؤُه عَقِيبَ الزمانِ

زمِنَ الدهرُ عندما درَس الحقُّ ... فمُذ جئت عاد في العُنْفُوانِ

غَبَن المُدَّعِي عُلاك لقد مَدَّ ... يَداً وَيْحَه إلى كِيوانِ

يرْتجِي شَأْوَك الرَّفيعَ لقد ضَلَّ ... وغَرَّتْه نفسُه بالأمانِي

رفع اللهُ منك رايةَ حَقٍ ... يتَّقي بأْسَها أُولو الطُّغْيانِ

سَلْ زَبِيداً والنَّجْدَ نَجْد المُحَيْرِي ... بِ وقاعَ القِبابِ من سخَّانِ

لو تصدَّى لها سواك إذاً آ ... لَ كَسِيرَ القَنا قتِيل طِعانِ

ألِفَتْ خيلُك الوغَى فهْي من شو ... قٍ إليه تهُمُّ بالطَّيَرانِ

كم جيوش غادرْتها للأعادِي ... جَزَراً للنُّسورِ والعُقْبانِ

من رأى بأْسَك الشديد وإقْدَا ... مَك يوم الوغَى على الأقْرانِ

مُعْلَماً يلْتقِي الكتائبَ فَرْداً ... حيث تُنْسَى مَوَدَّةُ الإخوانِ

لا يرى غيرَ هامةٍ أو نَجِيعٍ ... أو قَتامٍ أو صارمٍ أو سِنانِ

علِم الناسُ أن مالك ثانِي ... واسْتبانُوا أن الفَخار يَمانِي

ذلك المَحْتدِ الرفيعُ وعَلْيا ... ك على الخلقِ ما لها من مُدانِي

راق مَدْحِي فيمَن حوَى قصَب السَّ ... بْقِ ودانتْ لأمْرِه الخافقانِ

ملِك يقْهر الجبابرةَ الصِّ ... يدَ ويْعنُو له ذَوو التِّيجانِ

سَنَّ للناس مذهبَ الْجُودِ والْ ... باسِ فما زيدُ الخيلِ وابنُ سِنانِ

نَشرَ اللهُ عَدْلَه في البرَرايا ... ليفوزُوا بالأمْنِ والإيمانِ

وأعادَ الأعْياد تَتْرَى عليه ... أبداً ما تعاقَب المَلَوانِ

أخوه محمد من ذوي اللسن الذلق، الموسومين بالأوجه الطلق.

تعلق به النبلا، وتروي عنه الفضلا.

وفيه تودد وألطاف، وله شعر تتمايل طرباً به أردانٌ وأعطاف.

فمنه قوله:

وأغْيَدَ مَعْسولِ الشَّنائبِ واللَّمَى ... يُسائلِني عن شَرْحِ جَمْعِ الجوامعِ

فقلتُ له والعينُ تسكُب عَبْرةً ... نعم يا خليلي شرحُ جمعِ الجوَى مَعِي

وقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>